آلاف النازحين يدعون إلى إطلاق سراح مشار ورفاقه ويرفضون شرعية المحكمة الخاصة
نظّم آلاف النازحين داخليًا في بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة، مظاهرة سلمية صباح الخميس للمطالبة بالإفراج الفوري عن النائب الأول للرئيس ريك مشار وسبعة أعضاء آخرين من حركته الذين يواجهون المحاكمة حاليًا.
وُضع مشار، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، البالغ من العمر 73 عامًا، قيد الإقامة الجبرية في جوبا في 26 مارس. وهو الآن موقوف عن العمل، ويواجه اتهامات أمام محكمة خاصة لدوره المزعوم في هجوم شنته ميليشيا على قاعدة عسكرية في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل في مارس الماضي، والذي يقول المسؤولون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 250 جنديًا.
وكان مشار قد عاد إلى جوبا، وشكّل حكومة انتقالية مع الرئيس سلفا كير بعد توقيع اتفاق سلام عام 2018 أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات. ودفع هذا الصراع، الذي بدأ عام 2013، آلاف المواطنين إلى مواقع محمية من الأمم المتحدة، والتي تحولت منذ ذلك الحين إلى مخيمات دائمة للنازحين داخليًا، مثل مخيم بانتيو.
وفي حديثهم إلى راديو تمازج، دعا المتظاهرون الحكومة إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام لعام 2018 وإنشاء المحكمة المختلطة لمحاكمة جرائم الحرب المرتكبة خلال الحروب الأهلية، معتبرين أن المحكمة الخاصة الحالية غير شرعية.
وقال قاتنيانق تاب، ممثل اللجنة العليا للمخيم: “ينص اتفاق السلام على إنشاء محكمة مختلطة للنظر في جميع الجرائم المرتكبة منذ عام 2013، وندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى وقف هذه المحكمة الخاصة، هذه المحكمة الصورية”.
ودعا متظاهراً آخر، بيتر نيال، إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام لعام 2018، وربط احتجاز مشار بقضايا إقليمية أوسع، داعيًا إلى انسحاب القوات الأوغندية من جنوب السودان.
وقالت سارة نيابور، المسؤولة السابقة في المخيم، إن اعتقال قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، قد عرقل عملية السلام. وأضافت: “كنا نفكر في العودة إلى ديارنا، لكن الآن لا أحد يعود؛ لأن مشار وسبعة أعضاء آخرين محتجزين في جوبا”.
ودعا أحد المتظاهرين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الرئيس سلفا كير إلى التنحي. وقال: “كفى معاناةً للمواطنين في ظل قيادته”.
وخاطب ممثل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في بانتيو، أوجونق أوجونق، الحشد وحثّ المتظاهرين على الحفاظ على السلمية. وأكد أنه ستُسَلَّم رسالة الاحتجاج إلى رئيس المكتب الميداني للبعثة.
جاءت المظاهرة بعد أسبوع من إغلاق المدارس داخل المخيم، والذي وصفه السكان بأنه شكل من أشكال الاحتجاج على إجراءات المحكمة في جوبا.