بررت نائبة رئيس جنوب السودان لشؤون الخدمات، جوزفين لاقو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس (في سياق الدورة الـ80)، أن اتفاق السلام الهش لعام 2018 لا يزال قائمًا على الرغم من التأخيرات الكبيرة والأزمة السياسية التي تلت احتجاز رياك مشار، زعيم المعارضة والنائب الأول للرئيس المُقال.
وأكدت لاقو التزام جوبا بالسلام، واعترفت بأن تطبيق الاتفاق كان “أبطأ من المتوقع” وشددت على أن الاتفاق “صمد لأكثر من ست سنوات” منذ توقيعه في 2018، جالبًا سلامًا نسبيًا وسمح بعودة العديد من اللاجئين.
وقالت في كلمتها أمام الجمعية العامة: “تم تنفيذ ما يقرب من 60% من اتفاق السلام، وقد جددت الحكومة إرادتها السياسية وتعمل على تسريع المعايير الأساسية”، مقدمة رؤية حكومية متفائلة لاتفاق يواجه ضغوطًا شديدة.
وفيما يتعلق باعتقال مشار، بررت لاقو أن الاحتجاز “لم يكن بدوافع سياسية”، مشيرة إلى أن القضية تُعالج قانونيًا مع تأكيدات بضمان محاكمة عادلة، لكنها أقرت ضمنًا بأن المسألة “عرّضت عملية السلام للخطر” بتداعياتها.
يواجه اتفاق السلام تحديات كبيرة في التنفيذ، حيث لا تزال هناك مهام حاسمة غير مكتملة، مثل توحيد القوات المسلحة وصياغة دستور دائم.
وتطرقت لاقو إلى جوانب التقدم، بما في ذلك التدريب والنشر الجزئي للقوات الأمنية الموحدة وإنشاء المؤسسات الانتخابية. ومع اقتراب الموعد النهائي للانتخابات في ديسمبر 2026، ناشدت لاقو المجتمع الدولي لتقديم الدعم ولرفع حظر الأسلحة والعقوبات الفردية المفروضة على جنوب السودان.
وقالت: “يجب أن تنتهي الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة”، مشيرة إلى أن هذا سيسمح لمواطني جنوب السودان “بانتخاب قادتهم ديمقراطيًا لأول مرة”.
كما كشفت نائبة الرئيس أن الحكومة في جوبا تدرس استئناف محادثات السلام ضمن مبادرة توميني مع مجموعات المعارضة غير الموقعة، والتي كانت الحكومة قد أعلنت مؤخرًا عن فشلها. وحثت الشركاء الإقليميين وغيرهم على النظر في تسهيل هذه العملية، في وقت لا يزال فيه الغموض يكتنف ما إذا كانت الحكومة ترغب في نقل المحادثات من كينيا إلى مكان آخر.
وتناول خطاب لاقو أيضًا مجموعة من التحديات والأولويات الوطنية. سلطت الضوء على الأثر الشديد لتغير المناخ على جنوب السودان، واصفة الفيضانات المتكررة والجفاف الطويل الذي يسبب فشل المحاصيل والنزوح الجماعي. ودعت إلى “تمويل مناخي عادل ويمكن التنبؤ به” لدعم جهود التكيف في البلاد، بما في ذلك خطة لزراعة 100 مليون شجرة بحلول عام 2030.
وأشارت إلى التقدم في قطاعات الزراعة، والصحة، والتعليم، حيث ارتفع الالتحاق بالمدارس الابتدائية من 300 ألف إلى 2.1 مليون طفل، مع تحقيق شبه تكافؤ بين الجنسين في هذا المستوى. ومع ذلك، أشارت إلى أن 2.8 مليون طفل لا يزالون خارج المدارس.
كما شددت نائبة الرئيس على تركيز الحكومة على تمكين المرأة، مستشهدة بالولاية الدستورية لتمثيل النساء بنسبة 30% في الحكومة، والتي قالت إنه تم تجاوزها على المستوى الرئاسي.
وفي الختام، ناشدت لاقو إلغاء الديون وإصلاح المؤسسات المالية الدولية لمنح الدول النامية صوتًا أكبر، وأعربت عن دعمها لتوسيع مجلس الأمن الدولي ليشمل تمثيلًا أفريقيًا دائمًا.