22 امرأة في يامبيو تستعيد الأمل بفضل عمليات جراحية مجانية للناسور

في إطار حملة علاجية استمرت لأسبوع كامل في مستشفى ولاية يامبيو بغرب الاستوائية، نجحت حكومة جنوب السودان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، ومنظمة “أمريف أفريقيا للصحة” AMREF Health Africa، وبدعم من منظمة “الشعب النرويجي للإغاثة” NPA، في تقديم جراحات ناجحة لعدد من النساء المصابات بمرض الناسور.

وفقًا للدكتور كوما حكيم، منسق علاج الناسور في جنوب السودان التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تم فحص 44 امرأة، وخضعت 22 منهن لعمليات جراحية ناجحة لعلاج الناسور التوليدي، بينما تم علاج أخريات من إصابات شديدة مرتبطة بالولادة.

وأكد أن “العلاج كان مجانيًا بالكامل؛ لم تدفع أي امرأة أي مبلغ، وقد تم تمويله بالكامل من قبل حكومة النرويج عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه”.

وأضاف أن الحملة القادمة ستُقام في مدينة توريت.

يُعدّ الناسور حالة صحية مرتبطة بالولادة، تترك النساء يواجهن مضاعفات صحية خطيرة وعزلة ووصمة عار اجتماعية. وقد عاشت العديد من المريضات مع هذه الحالة لسنوات طويلة، عانين خلالها من الاكتئاب وفقدان الأطفال والرفض الاجتماعي.

وأشار الطبيب حكيم، إلى أن البرنامج لا يقتصر على الجراحة فقط، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والاجتماعي والمالي ومبادرات التمكين لمساعدة النساء على استعادة كرامتهن ليصبحن عضوات فاعلات في المجتمع.

وأثنت نورا بيتا وينيبي، رئيسة الممرضات والقابلات في مستشفى ولاية يامبيو ورئيسة جمعيتهن في جنوب السودان، على مبادرة صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة أمريف. وقالت إن المريضات تلقين طعامًا ومواد غير غذائية خلال فترة إقامتهن.

وتابعت: “أناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان مواصلة هذا العمل، لأن العديد من النساء في جميع أنحاء جنوب السودان ما زلن يعانين”.

من جانبه، قال ماوا بيتر، ممثل منظمة أمريف، إنه على الرغم من التحديات في الوصول إلى بعض المناطق بسبب انعدام الأمن، فقد شجعت هذه الحملة المزيد من النساء على طلب المساعدة. وكشف أنه من المتوقع إجراء حملة عمليات ناسور أخرى في وقت لاحق من هذا العام.

بالنسبة للمريضات، كانت الحملة بمثابة نقطة تحول في حياتهن. وقالت أنجلين بولن، من مقاطعة إيزو، إنها عاشت مع الناسور منذ أن كانت في العشرين من عمرها، ووجدت أخيرًا الشفاء وهي في السادسة والثلاثين.

وعبّرت عن امتنانها قائلة: “أكلنا مجانًا، وتلقينا العلاج مجانًا، ونشكر الله، وحكومة الولاية، والشركاء على هذا الدعم”.

كما عبّرت إيرون دانيال، من منطقة قانقورا بمقاطعة يامبيو، عن شكرها بعد تعافيها بنجاح، وقالت: “نشكر اللجنة المنظمة لدعمها للنساء المستضعفات مثلنا”.

غطت الحملة جميع المقاطعات العشر في غرب الاستوائية، بما في ذلك يامبيو، وانزارا، وإيزو، ومندري، ومريدي، مما منح النساء أملًا جديدًا وكرامة متجددة.