قيادي مدني يتهم قيادة جنوب السودان بـ”تدبير” الأزمة لترسيخ السلطة

اتهم رجب مهندس، عضو تحالف الشعب من أجل العمل المدني PCCA القيادة الحاكمة في جنوب السودان، وعلى رأسها الرئيس سلفا كير، بتدبير الأزمة السياسية والاقتصادية المستمرة في البلاد بشكل متعمد، ووصفها بأنها “خطة مدروسة” لتقويض الحكم وتعزيز السيطرة على السلطة.

وفي مقابلة مع راديو “تمازُج” اليوم الاثنين، قال مهندس إن الوضع الحالي ليس مجرد نتيجة لعدم الكفاءة أو التنافس السياسي، بل هو “محصلة خطة محكمة” من قبل من هم في السلطة لتفكيك المؤسسات الديمقراطية وإفشال عملية السلام.

وأضاف أن قيادة البلاد قامت بتجاهل وإفشال اتفاقيات السلام وعمليات الحوار الوطني، وحتى الالتزامات التي تم التعهد بها بعد الاستفتاء، بمجرد أن أحكمت سيطرتها. وادعى مهندس أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كانت الحزب الحاكم، تم تفكيكها من الداخل، بينما تم إضعاف المؤسسات الأمنية بشكل جعلها تعتمد على قوات أجنبية لحماية العاصمة جوبا.

واعتبر مهندس أن الاتهامات القانونية الأخيرة الموجهة ضد مسؤولين في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، بمن فيهم النائب الأول للرئيس رياك مشار الذي “قيد الإقامة الجبرية”، هي اتهامات ذات دوافع سياسية، قائلاً إن النظام القضائي يُستخدم “كسلاح” لقمع الخصوم السياسيين خارج ساحات المعارك التقليدية.

وأشار مهندس إلى أن إعادة تشكيل الحكومة والهياكل الأمنية الجارية هي جزء من توجه نحو “سلطوية أعمق”، محذراً من أن هذا المسار سيزيد من معاناة المواطنين العاديين. كما أكد أن الأزمة الاقتصادية وتدهور قيمة العملة سببهما غياب خطة اقتصادية واضحة وفساد منهجي.

ودعا مهندس مواطني جنوب السودان، خصوصًا السياسيين والمثقفين وقادة المجتمع المدني، إلى التحدث علنًا ومواجهة الأزمة، وحث منظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي على اتخاذ “إجراءات حاسمة” ومحاسبة من يعرقلون السلام.