أفادت وسائل إعلام حكومية يوم الاثنين أن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، قد رقى نائب الرئيس الدكتور بنيامين بول ميل إلى رتبة فريق أول في جهاز الأمن الوطني.
هذه الترقية، التي جرى تأكيدها خلال حفل أقيم في القصر الرئاسي في جوبا، هي ثالث ترقية رسمية لبول ميل في أقل من عام، مما يثير تكهنات حول نفوذه المتزايد.
في فبراير الماضي، تم تعيين ميل نائبًا للرئيس للشؤون الاقتصادية، ليحل محل السياسي المخضرم جيمس واني إيقا. وفي مايو، اُخْتِير نائبًا أول لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم، ليحل أيضًا محل واني إيقا.
يُعتبر ميل حليفًا مقربًا من سلفا كير، ويرى فيه المحللون خلفًا محتملاً له. في عام 2017، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه؛ بسبب مزاعم بأن شركته للبناء حصلت على معاملة تفضيلية في عقود حكومية.
تأتي هذه الترقية وسط حالة من عدم اليقين السياسي بعد أن وضعت السلطات النائب الأول للرئيس رياك مشار قيد الإقامة الجبرية، متهمة إياه بمحاولة التحريض على التمرد.
كما رقى سلفا كير مسؤولين كبارًا آخرين خلال الحفل، من بينهم وزير الأمن الوطني مامور أوبوتي، والمستشار الرئاسي لشؤون الأمن الوطني مدوت دوت ييل، من رتبة فريق إلى فريق أول. وقال الرئيس كير إن الترقيات جاءت تقديرًا لولاء المسؤولين، وتفانيهم في حماية دستور البلاد.
يأتي هذا الحدث في أعقاب تصاعد التوترات السياسية والأمنية وتعثر عملية السلام. الأسبوع الماضي، أوقف سلفا كير نائبه الأول رياك مشار، وأحاله إلى المحكمة، متهمًا إياه بالخيانة العظمى وارتكاب جرائم ضد الإنسانية مرتبطة بهجوم شنته ميليشيا في مارس على قاعدة عسكرية في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل.
لكن الحركة الشعبية بقيادة مشار نفت الاتهامات، وأعلنت الحركة التي يقودها الآن نائب مشار أويت ناثانيال، أن الحكومة الانتقالية قد انهارت وأصبحت غير شرعية، وتعهدت بالدفع نحو تغيير النظام.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن جنوب السودان يواجه خطر الانزلاق مجددا إلى حرب أهلية.