جنود يعتدون على كاهن كاثوليكي في رمبيك الشرقية

تعرض كاهن كاثوليكي لاعتداء من قبل جنود حكوميين في مقاطعة رمبيك الشرقية بولاية البحيرات بجنوب السودان يوم الأحد، في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا من قبل قادة الكنيسة ونشطاء المجتمع المدني.

وقال القس استيفن منقار مشار، كاهن رعوي في بعثة فاشونق التابعة لأبرشية رمبيك الكاثوليكية، إنه تعرض لاعتداء جسدي من قبل جنود من قوات دفاع شعب جنوب السودان أثناء سفره إلى منطقة طونادويل.

وأوضح القس في تصريح لراديو تمازُج يوم الأربعاء أن الجنود طرحوه أرضًا وضربوه على وجهه وعنقه وذراعيه، ما أدى إلى إصابته بجروح. وأضاف أن الاعتداء وقع بحضور رقيب لم يتدخل لوقفهم.

وتابع: “كنت ذاهبًا إلى طونادويل لزيارة الأسقف عندما واجهت جنودًا من ثكنة مبور-دونق العسكرية في بحر النعام، وأوقفوني وبدأوا يوجهون لي الشتائم، ونعتوني بالمجرم لأنني كنت أرتدي قناعًا قماشيًا للوجه”.

وأضاف أن الجنود سألوه عما كان يحمله، وعندما أوضح لهم أنه يحمل ذرة، استمروا في إساءة معاملته لفظيًا. وقال: “سألتهم لماذا ينعتونني بالمجرم بينما لم أفعل أي شيء خاطئ، وأخبرتهم أنني كاهن”.

ووفقًا للكاهن الكاثوليكي، بدأ الجنود يتشاجرون على قناعه، وحاول عدد منهم نزعه منه. وأوضح أنه أخبر الجنود إذا كانوا يريدون القناع فعليهم طلبه وسوف يعطيهم إياه.

وبين أن الجنود استمروا في مضايقته وركبوا سيارة عسكرية وهم يواصلون الإساءة إليه. وقال إنه تبعهم إلى السوق في رمبيك الشرقية واقترب من الرقيب المسؤول وسأله عن سبب الخطأ. وقال: “بدلاً من معالجة المشكلة، قال الرقيب لهم خذوه”.

وأضاف أن الجنود حاولوا بعد ذلك إجباره على ركوب السيارة. وبينما كان يحاول التعاون وركوب السيارة بنفسه، تركوا يديه، فسقط على الأرض، وقام أحد الجنود بصفعه.

وأفاد أن بعض المارة تدخلوا، بمن فيهم كاهن آخر وطبيب يعرفه، وطلبوا من الجنود أن يتوقفوا، وفي نهاية المطاف، تم إنقاذه.

وقال الكاهن إنه بعد الحادثة، عاد إلى باكونق وأبلغ عن الاعتداء في ثكنة تايقر، لكن قيل له إن الجنود المتورطين ليسوا من تلك الوحدة.

بحسب الكاهن، فإنه أصيب بجروح في يده وعنقه ويتلقى العلاج حاليًا، وإنه ما زال يشعر بالألم وسيذهب إلى مستشفى ولاية رمبيك لإجراء مزيد من الفحوصات الطبية.

وأكد محافظ مقاطعة رومبيك الشرقية، ملوال أنيون، وقوع الاعتداء. وقال إن الجنود المتورطين قد تم اعتقالهم واحتجازهم في ثكنة مبور دونق العسكرية بانتظار التحقيق.

وتابع: “وقع الحادث عندما حاول الجنود أخذ قناعه، ويجب ألا يتعرض أشخاص مثل الكهنة والأطباء والعاملين في المنظمات غير الحكومية لمثل هذه المعاملة”.

من جانبه، أدان دانيال لات كون، الناشط في المجتمع المدني في منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، الحادثة. وقال إنه أمر مؤسف للغاية أن يهاجم جنود رجل دين، وحث السلطات على مستوى المقاطعة على ضمان أن تصل هذه المسألة إلى المحكمة ومحاسبة المسؤولين.

وأكد أنه حتى لو اتُهم كاهن بارتكاب خطأ، يجب أن تُعالج المسألة من خلال القنوات القانونية وليس بالعنف. وتابع: “ندعو إلى تحقيق كامل وتحقيق العدالة للضحية”.