تخفيضات التمويل تهدد حرية الصحافة في جنوب السودان

قال الصحفيون في جنوب السودان، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن التخفيضات الكبيرة في التمويل العالمي لوسائل الإعلام تؤدي إلى تفاقم بيئة هشة للصحفيين في البلاد، حيث لا يزال الرقابة والتخويف وتقييد الوصول إلى المعلومات منتشرا على نطاق واسع.

وقد قلصت الجهات المانحة الدولية، بما في ذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليةUSAID، إلى حد بعيد أو علقت الدعم المالي للمشاريع الإعلامية، مما أحدث صدمة في أوساط الصحفيين في جنوب السودان. وأدى فقدان التمويل إلى اضطرار العديد من محطات الإذاعة المجتمعية إلى تقليص عملياتها أو الإغلاق تماما، مما ترك العديد من الصحفيين بلا عمل.

وقال باتريك أويت، رئيس نقابة الصحفيين في جنوب السودان، لراديو تمازج، إن هذه التخفيضات تثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الصحافة المستقلة في البلاد.

وأوضح أن خفض التمويل الموجه إلى المؤسسات الإعلامية يؤثر سلبا على حرية الصحافة، وتتاثر بجودة المهنة.

وأشار إلى أن معظم الوسائل الإعلامية التي اعتمدت على التمويل الأجنبي عملت بقدر أكبر من الاستقلالية، وحذر من أنه مع سعيها الآن للحصول على تمويل محلي، قد تؤثر في جودة الأخبار.

كما سلط الضوء على مخاطر الاعتماد المالي المحلي، قائلاً “الوسائل الإعلامية قد تحجب عن انتقاد الكيانات القوية، بما في ذلك تلك المتهمة بالفساد، إذا كانت تعتمد عليها في الإعلانات أو الرعاية”.

وقال إن محطات الإذاعة المجتمعية، وخاصة تلك التي تبث باللغات المحلية في المناطق الريفية، هي الأكثر عرضة للخطر.

وأضاف “لقد كانت هذه المحطات مهمة جدا للتواصل المباشر مع السكان الريفيين بلغة يفهمونها، وإذا لم يكن هذا التمويل متوفراً، فلن يتمكنوا من صيانة أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بهم، أو شراء الوقود للمولدات، أو دفع رواتب الموظفين، وسيضطرون إلى الإغلاق”.

من جانبها حذرت جمعية تطوير الإعلام في جنوب السودان، من أن عشرات المحطات الإذاعية المحلية التي تعتمد على المساعدات الدولية تواجه إغلاقا وشيكا، وقالت الجمعية إنه بدون تمويل، سينخفض تغطية القضايا الهامة، وسيضعف التثقيف المدني، وستختفي منصات الحوار بين المواطنين والقادة.

في جنوب السودان، ليست الضغوط المالية هي التهديد الوحيد لحرية الإعلام، لكن التدخل الحكومي المتزايد يشكل تحديا، وقد وثق تقرير صدر عام 2023 عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في جنوب السودان حالات تعرض فيها صحفيون للمراقبة والتخويف والاعتقال التعسفي، ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن يؤدي فقدان الدعم الدولي إلى تفاقم الأمور.

وتدعو جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، إلى التدخل.

وقال إدموند ياكاني، المدير التنفيذي للمنظمة “إن دعم وسائل الإعلام المستقلة ليس صدقة؛ بل هو استثمار ضروري في السلام والمساءلة والحكم الديمقراطي”.