بالتزامن مع اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، كشف خبراء صحة في مقاطعة ياي بولاية الاستوائية الوسطى في جنوب السودان، عن ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار، وخاصة بين الرجال، حيث ربطوا السبب الرئيسي بالمشاكل الأسرية والزوجية.
وأوضح معليش جوزيف، المسؤول الإداري في مستشفى ياي المدني، أن العديد من الرجال ينهون حياتهم بعد تعرضهم للإحراج العلني في المحاكم من قبل زوجاتهم بسبب مشاكل في العلاقة الزوجية أو العجز الإنجابي. وقال: “يتعرض الرجال للإذلال في المحاكم، حيث تتهمهم زوجاتهم علنًا بعدم الأداء في الفراش أو بالعقم، وهذا يسبب لهم إحباطاً كبيراً يمكن أن يدفعهم إلى الانتحار”.
من جانبه، ذكر خبير الصحة النفسية، سايمون موسوقا، أن المقاطعة سجلت ما مجموعه 12 حالة وفاة بسبب الانتحار و16 محاولة انتحار منذ ديسمبر من العام الماضي. وأضاف أن هذه الأفعال الخطيرة تترك ألماً عميقاً في قلوب الأسر والمجتمع.
وأشار إلى أن معظم الحالات قام فيها الأشخاص بشنق أنفسهم أو إطلاق النار على أنفسهم، مما يؤكد أهمية إحياء هذا اليوم العالمي لزيادة الوعي بأن الانتحار ليس الحل الوحيد للمشاكل.
بدوره، أكد قاقا فرانك، رئيس شباب مقاطعة ياي، أن البطالة، تعاطي المخدرات، وانعدام الأمن هي من أبرز العوامل التي تدفع الشباب إلى الانتحار، وحث الشباب على تبني آليات إيجابية للتعامل مع حياتهم.
وفي سياق متصل، حذر مدير شرطة مقاطعة ياي، علي عبدالله الطيف، من أن الانتحار يُعتبر جريمة بموجب القانون الجنائي، وأن محاولة الانتحار قد تؤدي إلى فتح قضية ضد الشخص ومثوله أمام المحكمة.
وحث المدير التنفيذي لمقاطعة ياي، هيلاري جون، السكان على التوقف عن زراعة المخدرات، مثل المارجوانا، والتي يعتقد أنها تساهم في زيادة حالات الانتحار. وقال: “هذه المخدرات تسمم عقول الناس وتدفعهم إلى إنهاء حياتهم، لا تقتلوا أنفسكم لتذهبوا إلى الجحيم، دعوا الآخرين يقتلوكم لتذهبوا إلى الجنة”.
وتشير الإحصائيات إلى أن معظم حالات الانتحار في المقاطعة يرتكبها شباب بسبب تعاطي المخدرات والبطالة والعنف الأسري والصعوبات الاقتصادية.