مجتمعات مقوي ترفض توطين رعاة جنوب سودانيين مطرودين من أوغندا

رفضت المجتمعات المحلية في مقاطعة مقوي بولاية شرق الاستوائية في جنوب السودان، بشكل قاطع تخصيص أراضٍ لتوطين رعاة الماشية الجنوب سودانيين الذين طُردوا مؤخرا من دولة أوغندا.

الأسبوع الماضي قامت السلطات الأوغندية بطرد رعاة قبيلة دينكا بور من أراضيها ومعهم أكثر من 5 الف راس من الماشية، بعد أن قضت أربع سنوات في شمال أوغندا. حيث تتواجد الرعاة حاليا في قرية ميليقو في منطقة بمقاطعة مقوي.

وقال جون أنزو، سلطان موقالي، في تصريح لراديو تمازج، أن المجتمع المضيف رفض توفير الأراضي أو استضافة رعاة دينكا المطرودين من أوغندا. وذكر أن وجود الماشية المطرودة أثار حالة من الخوف والذعر بسبب تدمير مزارعهم وممتلكاتهم، مما يستدعي تدخلا حكوميا عاجلا.

وتابع: “نعم، هناك ماشية وصلت من شمال أوغندا، وتتواجد حاليا في قرية ميليقو، بين حدود أوغندا وجنوب السودان، وهذا يجعل المجتمع المحلي يعيش في حالة ذعر؛ لأن العديد من الناس يزرعون هناك، ويعيشون الآن في خوف؛ لأن هذه الماشية تدمر المزارع في المنطقة، ومن ثم نحتاج إلى تدخل حكومي”.

وأضاف: “لقد رعت الماشية جميع الأعشاب، وتدمر ممتلكات الناس، يجب على حكومتنا أن تنظر في الأمر على وجه السرعة، لا نريد هذه الماشية هنا، ويجب نقلها إلى مكان آخر؛ لأن هذه الماشية تدخل مزارع الناس”.

من جهته، أكد بنجامين بولي أولوم، محافظ مقاطعة مقوي، رفض المجتمع المحلي، مبينا أن المجتمع المحلي رفض تخصيص الأراضي خوفا من تجدد الصراع والمزيد من تدمير المزارع.

وأوضح أن وجود أكثر من 5000 رأس من ماشية بور المطرودة يرعى حاليا في موقالي بمقاطعة مقوي، مما يثير الذعر والقلق، معربا عن التزام الحكومة بنقل الماشية.

وأضاف “بدأت المجتمعات في الشكوى، وبعض الأشخاص البعيدين قليلا عن المنطقة يشعرون بالذعر؛ لأنه قد يؤدي إلى عنف قريب، لذا فقد أكد آخرون استعدادهم للبقاء في المنطقة دون الذهاب إلى أي مكان؛ لأن الصراع يشرد المجتمعات على نحو متكرر، ولكن هذه المرة قالوا لا”.

وكشف المحافظ أن في اجتماعهم الأخير مع الرعاة المطرودين، بعد رفض المجتمع المستضيف تخصيص الأراضي، أصر الرعاة المطرودون على العودة إلى أوغندا عوضا عن بور بولاية جونقلي، زاعمين أنهم يتواصلون مع أصدقائهم الأوغنديين بشأن نقطة رعي.

وتابع “لقد ذكرناهم بالأمر ومذكرة التفاهم التي وقعت في جوبا من قبل الولايات الأربع، شرق الاستوائية، والاستوائية الوسطى، وجونقلي، وإدارية بيبور الكبرى، والتزامنا بتنفيذ هذا القرار لتجنب الصراع، لذا أخبرناهم كحكومة أننا سندعمهم أمنيا في حال وافقوا على الذهاب بسلام إلى بور”.

وأضاف: “اتصل بنا أفراد العائلة أو ممثلهم، وقالوا إنهم سيعودون إلى أوغندا، وقد حددوا بالفعل بعض الأشخاص الذين سيتوصلون معهم إلى تفاهم خاص”.

في ذات السياق، أعرب لازاروس سافور، ناشط المجتمع المدني بجنوب السودان والمدير التنفيذي لمنظمة دعم مبادرة السلام والتنمية، عن إحباطه من التدفق المستمر للماشية إلى المجتمعات الزراعية. ودعا الحكومة إلى ضمان عودة الماشية المطرودة إلى منطقتها الأصلية، مع توفير ممر آمن لها.

وقال: “ما يحدث أمر خطير ونصفه بأنه مؤسف، قضية رعاة الماشية مقابل المزارعين أمر خطير جدا، ونحن ندعو إلى توفير ممر آمن لهؤلاء الرعاة ليعودوا إلى منطقتهم الأصلية؛ لأن مزارعينا بحاجة إلى التركيز على الزراعة”.

لم يتمكن راديو تمازج من الوصول إلى رعاة الماشية المطرودين للتعليق.