قال مسؤولون في ولاية البحيرات بجنوب السودان إن 16 شخصًا على الأقل قُتلوا وأُصيب 52 آخرون في قتال اندلع يوم الأحد بين مجموعات عشائرية في مقاطعة رومبيك الشمالية.
وأوضح محافظ المقاطعة، موسى مكير مجوك، في تصريح لراديو تمازج اليوم “الاثنين” أن العنف بدأ حوالي الساعة 11 صباحًا في قرية “أبوت” النائية، وشارك فيه أفراد من قسم “نيل نيل” التابع لمجتمع “فكام”.
وذكر المحافظ أنه كان في الموقع للمساعدة في إخلاء الجرحى إلى المستشفيات القريبة والتحقيق في سبب القتال. وأضاف: “كان هناك صراع بين عشائر من قسم “نيل نيل”، وتحديدًا “فاقوت”، و”فاديانقبور”، و”فامولنين”. وفي هذا الحادث، قُتل 16 شخصًا وأُصيب 52 آخرون”.
ووفقًا للمحافظ، بدأت الاشتباكات بعد أن سافر ثلاثة رجال من معسكر “أيين” لرعي الأبقار إلى منطقة “فاديانقبور”. وزُعم أن شبابًا من عشيرة “فان رووب” واجهوهم، مما أدى إلى مواجهة عنيفة. وأضاف: “قُتل شخص من فان رووب في الصباح، مما أثار مزيدًا من القتال. لاحقًا في فترة ما بعد الظهر، أعاد شباب فان رووب تجميع صفوفهم وشنوا هجومًا على القسم المنافس، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا”.
وأشار المحافظ إلى أن محادثات سلام جرت مؤخرًا بين عشيرتي “فاديانقبور” و”فان رووب” في مدينة رومبيك، لكن من غير الواضح ما الذي أعاد إشعال الصراع. وقال: “لقد يسّرنا بالفعل حوار سلام بين المجتمعين، لذا لا أفهم ما الذي تسبب في تجدد العنف”.
من جانبه، أكد الطبيب تيران مديت تيران، المدير الطبي لمستشفى ولاية رومبيك، استقبال ما يقرب من 30 ضحية مصابين بطلقات نارية من رومبيك الشمالية يوم الأحد. وأوضح أن عشرة منهم كانوا في حالة خطيرة جدًا، وخمسة نُقلوا إلى غرفة العمليات لإصابتهم بطلقات نارية في البطن. وأشار إلى أن أحد هؤلاء المرضى توفي حوالي الساعة الثانية صباحًا يوم الاثنين بسبب المضاعفات.
وأضاف الطبيب أن العديد من الجرحى وصلوا في حالة حرجة بسبب التأخير وفقدان الدم المفرط، وأن المستشفى يعاني من الاكتظاظ. وتابع: “بعضهم أُصيب بكسور، وآخرون بجروح ناتجة عن طلقات نارية في أطرافهم. أُحيل مريضان إلى جوبا لتلقي رعاية متخصصة، بما في ذلك امرأة لديها تلف شديد في الرحم”.
وأكد أن جناح الجراحة في المستشفى مكتظ، حيث يتم علاج بعض المرضى على الأرض، مشيرًا إلى أن الوضع السريري تحت سيطرتهم وأن فريقه الجراحي بذل قصارى جهده.
وفي سياق متصل، أدان دانيال لات كون، الناشط في المجتمع المدني ومسؤول منظمة “تمكين المجتمع من أجل التقدم” CEPO العنف ودعا إلى إنهاء فوري للاشتباكات. وقال: “بصفتنا منظمة- سيبو، ندين هذا الحادث ونحث المجتمعات على وقف الأعمال العدائية. يمكن حل هذا النوع من الصراع من خلال الحوار”.
ودعا الناشط المدني الحكومة إلى تنفيذ نزع سلاح المدنيين في جميع أنحاء ولاية البحيرات، قائلًا: “لا يمكن ترك الأسلحة في أيدي المدنيين الذين قد يسيئون استخدامها، خاصة تحت تأثير الكحول. نزع السلاح وحوارات السلام التي يقودها المجتمع هي السبيل الوحيد لضمان سلام دائم في المنطقة”.