مقتل شخصين في هجوم لرعاة المسيرية على مركز شرطة في أبيي

أكدت سلطات إدارية منطقة أبيي الخاصة “الخميس”، مقتل اثنين من أفراد وحدة الشرطة المجتمعية، بعد أن هجوماً شنته رعاة العرب مسلحون من قبيلة المسيرية السودانية، على مركز احتجاز تابع لشرطة في أميت حوالي الساعة الثانية بعد الظهر يوم الأربعاء.

وأفاد مسؤولون أن رجلين مسلحين من المسيرية، كانا يرعيان الماشية داخل منطقة أبيي المتنازع عليها، اعتديا على مركز الشرطة في محاولة لإطلاق سراح زميلهم المحتجز.

ويمثل هذا الهجوم الخامس مؤخرا على منطقة أميت في مقاطعة أميط أقوك، من قبل مجموعات المسيرية المجاورة. وشملت الحوادث السابقة حرق سوق أميت، مما أثر في التجار المحليين والأجانب. كما وقعت كمائن على الطرق مرات عديدة على طول الطريق الرابط بين أبيي وأميت، معظمها ينشأ من الجانب السوداني.

وصرح يوحنا أكول نقور، المتحدث باسم شرطة أبيي لراديو تمازج يوم الخميس بأن الحادثة المميتة كانت “مقلقة للغاية”.

وأوضح أن في حوالي الساعة 2 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، تعرض مركز الشرطة المجتمعية في منطقة أميت بمقاطعة أميط أقوك، لهجوم من قبل مسلحين من المسيرية، وقتل شرطيين فورا، وأصيب اثنان آخران “رجل وامرأة”، بطلق ناري.

وقال مسؤول الشرطة، بأن حوادث مماثلة وقعت خمس مرات في منطقة أمييت، مع الإبلاغ عن وفيات في كل مرة. وأدان الهجوم ودعا وكالات حفظ السلام إلى التحقيق.

وأبان أن بعد مقتل الشريطان، أخذوا المهاجمين أحد أفراد المحتجز في قسم الشرطة وفروا.

وتابع: “تدين حكومة منطقة أبيي عملية القتل بأشد العبارات الممكنة، وهذا عمل وحشي قامت به مليشيات المسيرية، ويجب أن يتوقف، ونحث قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي- يونيسفا- على تعزيز دورها”.

كما حث مجتمع المسيرية على وقف الهجمات على أبيي وقدم تعازيه لأسر المتوفين.

من جانبه أكد بيل بيل، سلطان منطقة أميت، وقوع الحادث، مشيرا إلى أن الجناة لم يُقْبَض عليهم، على الرغم من جهود لجان السلام لتعقبهم.

وقال إن عناصر من جانب المسيرية نفذت هجوما على مركز للشرطة، وأطلقت النار على شخصين ماتا في الحال، وفر المسلحون من المسيرية إلى الغابات الكثيفة.

لم يتسن فورا الوصول إلى قادة المسيرية للتعليق.

من جانبها أفادت “يونيسفا”، بأن الجهود المشتركة مع الزعماء المحليين ساعدت على تهدئة التوترات بين مجتمعات دينكا نقوك والمسيرية في أبيي.

وقالت البعثة الأممية في بيان حصل عليه راديو تمازج، أن بتاريخ 21 و22 يوليو الجاري، أدى هجوم من قبل مشتبه بهم من المسيرية على زنزانة احتجاز لجنة الحماية المشتركة في سوق أميت المشترك إلى هجوم انتقامي من قبل مشتبه بهم من دينكا نقوك.

وأفادت يونيسفا، أن اثنين من المتطوعين من لجنة الحماية المشتركة من مجتمع دينكا نقوك وخمسة من المسيرية لقوا حتفهم، مع إصابة آخرين، مما زاد التوترات وعطل التجارة.

وقالت البعثة إن قوة رد سريع تابعة “ليونيسفا”، كانت تقوم بدورية في سوق أميت المشترك، تعرضت لإطلاق نار، حيث أصابت الرصاص ناقلة جنود مدرعة ونقطة مراقبة قريبة.

ويعد السوق المشترك، الذي أنشئ من خلال الحوار بين المجتمعات في عام 2016، مركزا تجاريا رئيسيا تتعايش فيه مجتمعات المسيرية ودينكا نقوك، عادة في السلام.

وقالت البعثة: “ندين بشدة الاستهداف غير المقبول لدوريتنا، والذي يشكل تهديدا خطيرا لسلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة لنا، وندعو المسؤولين إلى وقف هذه الأعمال فورا. والعنف يهدد بتقويض المكاسب التي تحققت من خلال اتفاقيات السلام السابقة، والتي أدت إلى أكثر من عامين من التعايش السلمي بين المجتمعات”.

وحثت يونيسفا جميع الأطراف على الالتزام بالسلام وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تجدد العنف.

ويتصارع السودان وجنوب السودان على منطقة أبيي الغنية بالنفط، وهي منطقة تسكنها مجتمعات عربية من المسيرية ودينكا نقوك.