قال الجنرال استيفن بواي رولنيانق، رئيس حركة شعب جنوب السودان المعارض، بأن إعلان الرئيس سلفا كير حالة الطوارئ في ولاية واراب ومقاطعة ميوم المجاورة في ولاية الوحدة لتنفيذ نزع سلاح قسري من المدنيين ليس تهورا فحسب، بل “خطأ فادح”.
الجنرال استيفن بواي، يشغل أيضا منصب رئيس الأركان العامة لقوات تحالف الشعب المتحدة، وهو تحالف للجماعات المعارضة غير الموقعة على اتفاقية 2018.
وذكر الجنرال في بيان صحفي الجمعة الذي حصل عليه راديو تمازج، أن خطة نزع السلاح المعيبة “تشير إلى تجاهل كير لأمن الشعب”.
وجاء في البيان: “تعرب الحركة عن قلقها البالغ إزاء إعلان الطوارئ المتهور والخاطئ الذي أصدره الرئيس سلفا كير لفرض نزع سلاح قسري في ولاية واراب، ويستهدف تحديدا مجتمع “بُول نوير” في مقاطعة ميوم بولاية الوحدة”.
وأضاف: “هذه الخطوة الوقحة، التي اتخذت دون تخطيط شامل أو مراعاة لعملية السلام الهشة، تفضح تجاهل النظام الصارخ لاستقرار وأمن شعبنا”.
وأوضح الجنرال بواي، أن الزعماء التقليديين والروحيين في المنطقة رفضوا بشكل لا لبس فيه عملية نزع السلاح الجزئية والمنحازة خلال اجتماع تشاوري عقد مؤخرا في منطقة مانكين بمقاطعة ميوم بتاريخ 19 يوليو 2025.
وتابع: “لماذا يتم استهداف بعض المجتمعات معيناً، بينما تظل المناطق المجاورة مسلحة تسليحا ثقيلا؟”، ونزع السلاح الإجباري مؤشر للفوضى والتوتر وتجدد الصراع في تلك المناطق”.
وقال إن العملية يكشف عن فشل النظام في رؤية الصورة الأكبر، ولا يمكن تحقيق نزع السلاح من خلال الإكراه والقوة الغاشمة، خاصة في دولة مثل جنوب السودان، التي لا تزال تتوق إلى سلام حقيقي، يقول البيان.
وأكد بواي في بيانه، أن الزعماء التقليديين والروحيين أشاروا بحق إلى أن نزع السلاح الحقيقي يجب أن يكون في بيئة سلمية ومستقرة.
وقال إن إجبار المدنيين على تسليم أسلحتهم وسط حالة انعدام الأمن المستمرة ليس تهورا فحسب، بل هو تهديد مباشر للوحدة الوطنية، وأردف قائلا: “إنه وهم خطير الاعتقاد بأن المجتمعات المسلحة ستسلم أسلحتها طواعية تحت تهديد العنف”.
ووفقًا للجنرال بواي، فإن نهج النظام معيب للغاية؛ لأن نزع السلاح يتطلب تخطيطا دقيقا، وقوات أمن منضبطة، ودعما من الشركاء الدوليين، ولم يتم حشد أي من هذه العناصر بصورة كافية.
وأشار إلى محاولات التي حدثت في منطقة بيبور، وقال إن النظام حاول نزع سلاح مجتمع المورلي بمفرده بصورة مستهدفة، وانتهت بشكل مأساوي بسفك الدماء، وخسائر في الأرواح، وفشل سلطة الدولة”.
وأضاف: “مثل هذه الإخفاقات بمثابة تحذيرات صارخة، ونزع السلاح المتهور لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات، وتمكين الميليشيات من الحصول على المزيد من الأسلحة النارية، وإغراق جنوب السودان في المزيد من الفوضى”.
وأبان أن نزع سلاح في ميوم وحدها سيتطلب فرقة مشاة كاملة ومدربة تدريبا جيدا ومجهزة بموارد كافية. وقال إن النظام في جوبا ليس لديه موارد في الوضع فوضوي، وزاد: “الحقيقة واضحة، فرض نزع السلاح بالقوة في هذا المنعطف هو مقامرة خطيرة قد تكلف النظام ثمناً باهظاً، سواء في الأرواح، أو في استقرار أمتنا الحبيبة في المستقبل”.
وقال إن حركته تدين بأشد العبارات إعلان حالة الطوارئ في واراب وجزء من ولاية الوحدة في مقطعة ميوم، ويقفون بثبات مع الشعب الصامد في واراب وبُول نوير، وأي محاولة لنزع سلاحهم قسراً هي انتهاك صارخ لحقوقهم.
وأضاف البيان أن “خلاص جنوب السودان لا يكمن في الإكراه والعنف، بل في الوحدة والمصالحة ونزع السلاح الفعلي الذي يتحقق من خلال السلام”.
وحث الحكومة في جوبا على التخلي عن خططه المتهورة وإعطاء الأولوية لرفاهية شعبنا، قائلاً: “السلام وحده هو الكفيل بنزع سلاح قلوبنا وأرضنا”.