جنوب السودان يعزز جهود مكافحة تغير المناخ بتأييد دولي ودعوات لزيادة الطموح المناخي

استضاف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع وزارة البيئة والغابات ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة، فعالية لمشاهدة خطاب الأمين العام للأمم المتحدة حول تغير المناخ، تحت عنوان “لحظة فرصة”، يوم الثلاثاء الموافق 22 يوليو 2025 في قاعة مؤتمرات “إريك دول مول” التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

جاءت الفعالية بهدف تضخيم رسالة الأمين العام للأمم المتحدة في سياق جنوب السودان، وتعزيز الحوار متعدد الأطراف حول أهمية الطموح المناخي، وتسليط الضوء على الدعم المستمر للأمم المتحدة لمساهمات جنوب السودان المحددة وطنيا، ومبادرة “وعد المناخ”.

وقد حضر الفعالية ممثلون عن المؤسسات الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والشباب، والمجتمع المدني، وشركاء التنمية، في خطوة تعكس التزام جنوب السودان بمواجهة التحديات المناخية العالمية.

في تعميم صحفي حصل عليه راديو تمازج، أكد الدكتور محمد أبشير، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن خطاب الأمين العام يمثل “دعوة إلى العمل لإعادة صياغة السرد العالمي حول تغير المناخ ورؤيته ليس فقط كتهديد، بل كفرصة للتنمية المستدامة، والوظائف الخضراء، والابتكار، والنمو الشامل.

وأشار إلى أن تغير المناخ يمثل واقعاً يومياً في جنوب السودان، مع الفيضانات والجفاف المتكرر والتدهور البيئي الذي يعطل الحياة، خاصة للفئات الضعيفة. وشدد على أن “العمل المناخي هو عمل تنموي”.

من جانبه، أكد أفريكانو بارتيل، وكيل وزارة البيئة والغابات، أن جنوب السودان، على الرغم من انبعاثاته الضئيلة، يواجه تداعيات خطيرة لتغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف وموجات الحر والعواصف الرملية.

وأشار إلى أن هذه الكوارث دمرت المجتمعات، وشردت الآلاف ودمرت سبل العيش. وشدد على أن تغير المناخ “ليس مجرد قضية بيئية؛ إنه أزمة إنسانية تؤثر في صحتنا، وسبل عيشنا، ومستقبلنا”.

كما دعا وكيل الوزارة الدول المتقدمة إلى خفض انبعاثاتها بنسبة 40% بحلول عام 2030، والوفاء بالتزاماتها بتقديم التمويل المناخي للدول النامية كما هو منصوص عليه في المادة 9.1 من اتفاق باريس.

وطالب بزيادة هدف التمويل الجماعي الكمي الجديد إلى 1.3 تريليون دولار، وأن يكون تمويل الخسائر والأضرار إلزامياً وليس طوعياً.

تضمنت الفعالية بثاً مباشراً لخطاب الأمين العام، تلته حلقة نقاش للتفكير في أهميته بالنسبة لجنوب السودان واستكشاف الفرص لتعزيز الطموح والعمل المناخي الوطني.

وأعرب ممثلو الشباب والمجتمع المدني عن تفاؤلهم بالخطوات المتخذة، مؤكدين على أهمية التعليم والتوعية في مواجهة تحديات المناخ.

وفي ختام الفعالية، تم التأكيد على أهمية بناء قدرة صمود شعب جنوب السودان، والذي يمثل أولوية قصوى للحكومة، ويتطلب التزام وتعاون جميع أصحاب المصلحة، لأن “تغير المناخ لا يعرف حدوداً، ولا يوجد كوكب بديل”.