تعيش النساء والفتيات في فشلا بإدارية بيبور الكبرى بجنوب السودان، واقعا مؤلما من الإهمال ونقص الخدمات الأساسية، مما يعيق حقهن في التعليم والصحة وحياة كريمة. وكشفت مقابلات أجرتها راديو تمازج عن حجم المعاناة والتحديات التي يواجهونها يوميا.
وتصف بيريب جون نيقوا، إحدى الفتيات، التعليم بأنه “كابوس” يواجه الفتيات الطامحات في إكمال دراستهن. فبالإضافة إلى الأعباء المنزلية الثقيلة، التي تشمل الطهي وجلب الماء، وتستهلك وقتا طويلا، تُهمل الفتيات ثقافيا مقارنة بأقرانهن الذكور.
وتُشير نيقوا، إلى أن “التعليم الثانوي والجامعي منعدم” في فشلا، وحتى التعليم الابتدائي يواجه تحديات كبيرة. وقد تمضي الفتاة ثلاث سنوات في المستوى نفسه بسبب مسؤولياتها المنزلية. وأن النقص في الدعم المالي لشراء المستلزمات الدراسية والصحية يدفع العديد من الفتيات إلى ترك الدراسة والبحث عن الدعم من خلال الزواج المبكر، مما يعرضهن لمخاطر صحية واجتماعية.
وأشارت إلى حادثة اختطاف أربع فتيات تتراوح أعمارهن بين 16 و20 عاما مؤخرا، في أثناء سفرهن إلى إثيوبيا لأداء امتحانات التعليم الثانوي. هذا إلى جانب الصعوبات الاقتصادية، فإن انعدام الأمن يحد من قدرة الفتيات على ممارسة حقوقهن بشكل تام، ويعيق حرية تنقلهن، مما يجعل مواصلة تعليمهن شبه مستحيلة.
وقالت ساندي أوبانق 24 عامًا، إنها تركت الدراسة لعدم توفر تعليم ثانوي جيد في فشلا، مما أجبرها على الزواج المبكر، وهو قرار حمل معه مخاطر صحية كبيرة. وأضافت: “لم تُنشأ مدرسة ثانوية إلا هذا العام، وهنا، التعليم الثانوي متدنٍ. يُرسل الأولاد إلى إثيوبيا، بينما لا تستطيع الفتيات السفر إذا لم يكن لديهن أقارب موثوق بهم هناك، ونطالب بتعليم أفضل، بما في ذلك المدارس المهنية”.
وقالت عبرت المواطنة، صابرة أوبانق أويتي، عن استيائها من نقص الخدمات بشكل عام، وطالبت بتمكين النساء. وأشارت إلى أن “المعلمين لا يتقاضون رواتب جيدة، لذا فهم لا يُدرِّسون، ومن ثم يتأثر الوصول إلى التعليم”.
وأبانت أن فيما يتعلق بالصحة، لا تتوفر سيارات إسعاف لنقل النساء اللاتي يعانين مضاعفات، مما يزيد معاناتهن. وحثت الحكومة على تقديم الدعم اللازم.
من جانبه، أقر أوطو أوكوتي، محافظ مقاطعة فشلا الجنوبية، بمعاناة النساء، وعزا السبب إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
فيما شدد بول دينق بول، ناشط المجتمع المدني والمدير التنفيذي لمنظمة INTREPID في جنوب السودان، على ضرورة دعم الحكومة للمرأة. وقال: “دستوريا، تتمتع فتياتنا بحقوق كاملة في التعليم والصحة، ولا ينبغي تزويجهن قسرا، ومع ذلك، تشعر الفتيات بالإهمال بسبب حرمانهن من حقوقهن دون عقاب، ونناشد بالدعم”.
تُعد فشلا جزء من منطقة إدارية بيبور الكبرى، وهي إدارة خاصة أُنشئت في عام 2014 لتحسين تقديم الخدمات في منطقة كانت مهملة سابقًا بولاية جونقلي. ورغم إنشاء هذه الإدارة، لا يزال الحصول على التثقيف الصحي يمثل كابوسا، خاصة بالنسبة للنساء.