حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، من أن الأزمة الإنسانية في السودان تزداد عمقا مع تزايد انتشار الكوليرا.
وأفاد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تصريح لوسائل الإعلام “الاثنين” في نيويورك، أن جمعية للأطباء السودانيين في الطويلة بشمال دارفور أبلغت يوم الأحد عن أكثر من 1300 حالة كوليرا مؤكدة في أسبوع واحد فقط.
وتابع “هذه زيادة كبيرة، وتؤكد الحاجة الملحة لتوسيع نطاق استجابتنا، الطويلة، إن تذكرتم، تستضيف عدة مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال النازحين، وقد فر معظمهم من الهجمات القاتلة على مخيم زمزم الذي ضربته المجاعة بالقرب من الفاشر في منتصف أبريل”.
وأضاف: “يواجه شركاؤنا على الأرض صعوبة في مواكبة الاحتياجات المتزايدة في المنطقة، وستزداد التحديات فقط مع حلول موسم الأمطار”.
وفقا لدوجاريك، أقام الشركاء المحليون والدوليون مراكز علاج الكوليرا، لكن القدرة الحالية بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية للتعامل مع العدد المتزايد من الحالات”.
وأبان أن هناك حاجة فورية لموارد إضافية، بما في ذلك المزيد من مراكز العلاج، والمرافق الصحية المتنقلة، وسيارات الإسعاف، وأدوات إدارة النفايات.
وقال: “في هذه الأثناء، في شرق السودان، بولاية كسلا، يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية- أوتشا- إنه في وقت سابق من هذا الشهر، نزح أكثر من 1400 شخص؛ بسبب الفيضانات التي أعقبت الأمطار الغزيرة، ودُمر أكثر من 280 منزلًا، ووجدت بعثة تقييم سريع للاحتياجات أجراها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركائنا أن الأشخاص الذين عادوا إلى قراهم مجبرين على الاعتماد على برك المياه المفتوحة الملوثة بالنفايات والملوثات الأخرى، حيث لا يتوفر مصدر آخر للمياه، وهذا يزيد مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه”.
وذكر أنه في ولاية النيل الأبيض، بدأ العديد من السكان في العودة إلى منازلهم في محلية أم رمتة.
وقال: “وجد تقييم أجراه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركائنا الأسبوع الماضي أن هناك حاجة ماسة للدعم في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، ونعمل نحن وشركاؤنا على حشد الإمدادات قبل أن تقطع الأمطار سبل الوصول”.
وأضاف دوجاريك أن العودة إلى ولايتي الخرطوم والنيل الأزرق تتزايد أيضا، حيث بدأت السلطات في استعادة الخدمات الأساسية.
وصرح أن على الحدود الشمالية للسودان، زادت عودة النازحين من مصر. وأن المنظمة الدولية للهجرة أخبرهم أن ما يقرب من 200 ألف شخص عادوا إلى السودان حتى الآن هذا العام، كما تقول المنظمة الدولية للهجرة إنه منذ نوفمبر من العام الماضي، عاد أكثر من 1.3 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية”.
وأضاف: “يواجه العائدون تحديات خطيرة، لا سيما من التهديد الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة، وتؤدي هذه الظروف غالبا إلى عودة العائلات إلى مواقع النزوح، مما يقوض استدامة هذه الجهود”.