أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنه وصل إلى أكثر من مليوني شخص بالمساعدات المنقذة للحياة في جنوب السودان حتى الآن هذا العام. لكنه أشار إلى أن نقص التمويل الحاد يهدد الدعم المستمر، ويعرض الملايين لخطر فقدان المساعدات.
وفقا لتحديث عمليات برنامج الأغذية العالمي، يواجه نصف سكان جنوب السودان، أي 7.7 مليون شخص، جوعا شديدا، ومن بين هؤلاء، يواجه 83 ألف شخص مستويات كارثية من الجوع، وهو أعلى تصنيف لانعدام الأمن الغذائي.
وزار كارل سكو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات ببرنامج الأغذية العالمي، جنوب السودان في الفترة من 17 إلى 20 يوليو، وصرح بأن حجم الاحتياجات الإنسانية في جنوب السودان مذهل.
وقال: “حجم المعاناة هنا لا يتصدر عناوين الأخبار، سواء كانت عائلات عالقة كل عام؛ بسبب الفيضانات في ولاية الوحدة أو آخرين عالقين؛ بسبب النزاع في ولاية أعالي النيل، ويقضي ملايين الأمهات والآباء والأطفال كل يوم في مكافحة الجوع من أجل البقاء”.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن 32 ألف شخص في ولاية أعالي النيل، حيث أدت الاشتباكات العنيفة منذ مارس إلى نزوح الآلاف وتقييد وصول المساعدات الإنسانية بشدة.
جاء في التحديث: “مقاطعتا الناصر وأولانج في أعالي النيل معرضتان لخطر التدهور إلى مجاعة، وعاد 39 ألف شخص إلى جنوب السودان فرارا من النزاع في السودان، وهناك رقم قياسي يبلغ 2.3 مليون طفل معرضين لخطر سوء التغذية، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع في أعالي النيل والمناطق المتضررة من الفيضانات مثل بانتيو من بين الأكثر تضررا”
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه أُحْرِز تقدم حيثما سمحت الظروف بوصول المساعدات الإنسانية، وأنه في مقاطعة أورور بولاية جونقلي، تم تخفيف جميع جيوب الجوع الكارثي IPC5 هذا العام حيث تمكن برنامج الأغذية العالمي من تقديم المساعدة باستمرار. وفي عشر مقاطعات أخرى حيث انحسر النزاع وانعدام الأمن، زاد إنتاج المحاصيل، مما أدى إلى تحسين وضع الأمن الغذائي.
وبحسب التحديث، دعم برنامج الأغذية العالمي مليوني شخص من الفئات الأكثر ضعفا في جنوب السودان هذا العام، بمن فيهم أكثر من 300 ألف تأثروا بتصاعد النزاع في أعالي النيل.
وذكرت الوكالة أنها أجرت في يوليو عمليات إسقاط جوي للوصول إلى أبعد أجزاء منطقة أعالي النيل الكبرى، بما في ذلك المناطق المعرضة لخطر المجاعة.
وتابع: “حتى الآن، سلمنا 430 طنا متريا من الغذاء، وعمليات الإسقاط الجوي مستمرة للوصول إلى 40 ألف شخص”.
واستؤنفت قوافل النيل، الحيوية على النيل الأبيض بعد منح الإذن بالوصول لأول مرة منذ شهور بسبب القتال.
وصرح كارل: “برنامج الأغذية العالمي هنا، يقدم أي مساعدة ممكنة، بأي طريقة ممكنة، لكن تزايد الاحتياجات وتضاؤل الموارد يجبراننا على تقليص نطاق عملنا، حتى في الأماكن التي يقف فيها الناس على شفا المجاعة، ويمتلك برنامج الأغذية العالمي الخبرة والفرق والقدرة على تقديم المساعدة، حتى في البيئات الأكثر بعدا وتحديا، ولكن بدون تمويل كافٍ وفترة سلام، أيدينا مقيدة، وهذا بلد يتمتع بموارد طبيعية وفئة شابة نابضة بالحياة، وحان الوقت لإطلاق إمكاناته الكاملة”.
وذكر التحديث أن النقص الحاد في التمويل يعني أن برنامج الأغذية العالمي يمكن أن يصل إلى 2.5 مليون شخص فقط بمساعدة منتظمة 30% فقط من الأشخاص الذين يواجهون جوعا شديدا في جميع أنحاء البلاد بمساعدة غذائية طارئة.
وقال برنامج الأغذية العالمي: “يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 274 مليون دولار أمريكي للحفاظ على الدعم لـ 2.5 مليون شخص الأكثر تعرضًا لانعدام الأمن الغذائي حتى نهاية العام، بتقديم 50% فقط من الحصص لهذه المجتمعات في معظم الحالات، وستكون هناك حاجة إلى تخفيضات إضافية في الحصص والمساعدة في شهر سبتمبر المقبل، إذا لم يتلق أموال إضافية على وجه السرعة، وأن تحديد المساعدات الغذائية لأضعف الأسر يعرض المكاسب الهشة الأخيرة للخطر”.