أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية “الثلاثاء”، أن الولايات المتحدة ستنسحب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، في خطوة هي الأحدث من قبل إدارة ترامب لإبعاد الولايات المتحدة عن المنظمات الدولية.
يسري القرار اعتبارا من ديسمبر 2026، ويوجه ضربة أخرى للوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها، والتي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز التعاون العالمي في التعليم والعلوم والثقافة.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية أن الوكالة سعت إلى قضايا اجتماعية “مُثيرة للانقسام” وركزت بشكل مبالغ فيه على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والتي تتعارض مع سياسة “أمريكا أولا” لإدارة ترامب.
ويأتي الانسحاب في إطار سعي الرئيس دونالد ترامب الأوسع للخروج من المؤسسات العالمية، بما في ذلك الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وقطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتساهم الولايات المتحدة بحوالي 8% من ميزانية اليونسكو، لكن المسؤولين قالوا إن الوكالة استعدت لاحتمال خروج الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يكون التأثير المالي أقل حدة مما هو عليه في منظمات أخرى، مثل منظمة الصحة العالمية، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مانح.
وقالت آنا كيلي، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، لصحيفة نيويورك بوست إن اليونسكو تدعم قضايا “استيقاظية ومُثيرة للانقسام” لا تتماشى مع أولويات الناخبين الأمريكيين.
وكانت الولايات المتحدة عضواً مؤسساً لليونسكو في عام 1945، لكنها انسحبت مرتين من قبل، الأولى في عام 1984 في عهد الرئيس رونالد ريغن، مستشهدة بالتحيز المناهض للغرب، ومرة أخرى في عام 2017 في عهد ترامب؛ بسبب مخاوف بشأن التحيز المناهض لإسرائيل وسوء الإدارة المالية، وقد انضمت مجدداً في عام 2023 في عهد الرئيس جو بايدن، الذي سعى لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في الوكالة.
وصفت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، القرار بأنه “مؤسف” لكنها قالت إن الوكالة توقعته، وقد دحضت المزاعم الأمريكية بشأن المنظمة، مشيرة إلى عملها في تعليم الهولوكوست ومكافحة معاداة السامية.
يأتي خروج الولايات المتحدة بعد توترات طويلة الأمد، بما في ذلك تصويت عام 2011 لقبول فلسطين كعضو، مما أدى بإدارة أوباما إلى قطع التمويل.
وقالت اليونسكو، المعروفة بتصنيف مواقع التراث العالمي مثل غراند كانيون، إنها نوعت مصادر تمويلها، ولن تخفض الوظائف بسبب خروج الولايات المتحدة.