جنوب السودان: نساء من جونقلي وبيبـور يشاركن في مؤتمر تاريخي لإنهاء العنف الانتقامي

في خطوة هي الأولى من نوعها، اجتمعت نساء من ولاية جونقلي ومنطقة بيبور الإدارية الكبرى بجنوب السودان في مؤتمر سلام مشترك، بهدف الحد من جرائم القتل الانتقامية، واختطاف الأطفال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

نظّمت هذا المؤتمر الذي استمر خمسة أيام منظمة “مسار السلام” ضمن برنامجها “جسور السلام”، وجمع قيادات نسائية من مجتمعات متضررة من الصراع مثل النوير والمورلي والدينكا. وقد وفر المؤتمر مساحة آمنة للحوار وبناء القدرات، بهدف تمكين المرأة من المساهمة بشكل فريد في تحقيق الاستقرار المجتمعي.

وأكدت نياداو بيل مكواج، منسقة البرنامج، أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي تقوده النساء، مشيرةً إلى أن لهن قدرة فريدة على إحداث تغيير كبير. وقالت: “بعض ما لا يستطيع الرجال فعله، تستطيع النساء فعله، إنهن أمهات الأطفال المختطفين، وزوجات الرجال الذين يؤججون الصراع”.

وشددت مكواج على أن المرأة لها دور حاسم في بناء السلام نظرًا لعلاقاتها الوثيقة بجميع الأطراف المتأثرة بالصراع. وأضافت أن مشاركة المرأة الفعالة في مبادرات السلام يمكن أن تؤدي إلى تغيير كبير ودائم في المجتمعات.

وشاركت ميري فال، إحدى المشاركات وعضوة في فريق الحماية من بيبور الكبرى، كيف بدأت النساء بالفعل في اتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع للتوسط في النزاعات. وقالت: “السلام الذي بدأناه، بدأناه بشبابنا الذين يقاتلون أنفسهم، وبدأنا في حل خلافاتهم”.

كما أشارت فال إلى أن جهودهن لا تقتصر على إنهاء الصراع، بل تشمل الدفاع عن حقوق الفتيات في التعليم، حيث دعت المبادرة إلى “تعليم الفتيات، لأن فتيات المورلي لم يتلقين تعليمًا في السابق”. كما تُناضل النساء ضد اختطاف الأطفال، حيث طالبت النساء بعدم قبول أي طفل يُحضره الخاطفون، والعمل على إعادته إلى أسرته.

وأكدت فال أن المؤتمر لم يكن للحوار فقط، بل كان لتدريب النساء على “الدفاع عن السلام” وإعدادهن للعودة إلى مجتمعاتهن لنشر رسالة السلام والتدخل عند وجود أي تهديد بالعنف.