المدنيون يفرون من فيجي: توترات متصاعدة ومخاوف من هجوم وشيك

يفر المدنيون بأعداد كبيرة من مقاطعة فيجي بولاية جونقلي في جنوب السودان، متجهين نحو مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، أو إلى القرى المجاورة، وذلك وسط مخاوف متزايدة من هجوم وشيك بعد وصول الزعيم الروحي المثير للجدل، مكواج توت.

مكواج توت، وهو زعيم روحي من قبيلة النوير، يقود مدنيين مسلحين من عناصر “الجيش الأبيض”. وقد هدد بمهاجمة ملكال وفيجي، واشترط وقف هجومه بإطلاق سراح قيادات المعارضة المعتقلين في جوبا، ومن بينهم رياك مشار، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ مارس الماضي.

وفقًا للسلطات المحلية، تحدى مكواج جهود السلام وبدأ بالتقدم نحو فيجي، مما يثير المخاوف من نيته شن هجوم، وربما عبور نهر النيل لمهاجمة ملكال.

وأكد عدد من السكان أن النساء والأطفال تم إجلاؤهم بالفعل إلى مواقع أكثر أمانًا. وقال سانتو مونجلواك، وهو معلم من فيجي: “لم يبق في المقاطعة سوى الرجال والقوات الحكومية. لا يذهب الأطفال إلى المدارس لأنهم فروا مع أمهاتهم”.

من جانبه، وصف منسق الإغاثة وإعادة التأهيل في المقاطعة، أبيل أروب، الوضع بأنه خطير، داعيًا وكالات الإغاثة إلى تقديم المساعدة الفورية للنازحين.

وأكد محافظ مقاطعة فيجي، سليمان دينق، وجود مكواج وقواته في المنطقة، وحثه على وقف الهجوم، مشيرًا إلى أن المدنيين يعانون بالفعل من الفيضانات الموسمية. وقال: “مكواج توت رفض الحوار، وقال إنه سيهاجم فيجي ثم ملكال، وإنه لن يوقف القتال إلا إذا تم الإفراج عن رياك مشار والجنرال غابرييل دوب لام”.

واتهم المحافظ مكواج بارتكاب جرائم حرب لتعريضه المدنيين للخطر.

في المقابل، قال المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، اللواء لول رواي كوانق، إن المناطق التي تتحرك فيها ميليشيا الجيش الأبيض تقع تحت سيطرة قوات الحركة في المعارضة، وأن الجيش الحكومي لن يتدخل إلا إذا دخل مكواج مناطق تخضع لسيطرته.

من جانبه، حذر الناشط المدني إدموند ياكاني من أن الوضع قد يتصاعد بسرعة. وقال: “هذا تحذير واضح من عنف مسلح مميت محتمل بين القوات الحكومية وعناصر الجيش الأبيض”. وحث القادة على حل خلافاتهم السياسية عبر الحوار.