السفير الصيني: تعليق مشروع طريق جوبا-رومبيك بسبب مستحقات غير مدفوعة

أعلن السفير الصيني لدى جنوب السودان، ما شيانغ، أن أعمال الإنشاء في طريق جوبا-رومبيك السريع، أول مشروع في البلاد يعتمد على مبدأ “النفط مقابل البنية التحتية”، وقد توقفت بسبب تأخر المدفوعات المستحقة.

وفي مقابلة مع راديو تمازج، أقر السفير ما شيانغ، بدور الصين في تطوير البنية التحتية في جنوب السودان، لكنه أكد توقف العمل في الأجزاء المتبقية من الطريق الحيوي.

وجدد التزام الصين بعلاقات ثنائية قوية مع جنوب السودان، مشيرا إلى التعاون في مجالات النفط والمساعدات الإنسانية والدعم الطبي. وشدد على موقف بكين المحايد بشأن السياسة الداخلية، ودعمها للحوار السلمي واتفاق السلام لعام 2018.

المساعدات الإنسانية والتنموية الصينية ودعم قطاع الصحة:

أوضح السفير أن التعاون الصيني مع جنوب السودان في مختلف المجالات يتم وفقا لمبادئ السياسة الصينية تجاه أفريقيا التي ترتكز على الإخلاص والنتائج الحقيقية والمودة وحسن النية والسعي لتحقيق الخير الأكبر والمصالح المشتركة. وأشار إلى أن هذا التعاون لا يتأثر بالعوامل الخارجية. وأكد تقدم مشاريع المنح مثل حفر الآبار وإمدادات المياه، ومشروع “جونكاو”، و”المدينة الآمنة” كما هو مخطط لها. زيادة على ذلك، تقدم الحكومة الصينية مساعدات غذائية سنوية لجنوب السودان، حيث تم تسليم 980 طنا من الأرز والقمح و 8800 خيمة في عام 2024. وأكد استمرار الدعم والمساعدة على المستقبل في حدود إمكانيات الصين.

وأشار السفير إلى أن الصين أرسلت منذ عام 2012 اثني عشر فريقا طبيا يضم 180 طبيا صينيا إلى جنوب السودان، وقدموا الرعاية الطبية لأكثر من 70 ألف مريض، وأجروا أكثر من 1200 عملية جراحية. كما أجرى الأطباء الصينيون 27 عيادة مجانية في المجتمعات المحلية، وعالجوا أكثر من 30 ألف مريض. وأكد أن أعمال بناء المرحلة الثانية من مستشفى جوبا التعليمي الممول من الصين جارية، وأن التعاون الصحي سيستمر ليكون مثالًا ملهمًا في تطوير مجتمع مصير مشترك بين الصين وأفريقيا.

مشروع “النفط مقابل البنية التحتية” (طريق جوبا-رومبيك):

أوضح السفير أن طريق جوبا-رومبيك هو أول مشروع “النفط مقابل البنية التحتية” في جنوب السودان، وهو نتاج هام لاجتماع رئيسي الدولتين خلال قمة FOCAC في بكين عام 2018. يُنَفَّذ المشروع من قبل شركة صينية هي مجموعة شاندونغ هاي- سبيد SDHS، التي نفذت مشاريع بارزة أخرى في جنوب السودان. وأشار إلى افتتاح الجزء الأول من الطريق من جوبا إلى تركيكا في ديسمبر 2022 بحضور الرئيس كير والسفير الصيني. وأعرب عن أسفه على توقف أعمال الإنشاء في الأجزاء المتبقية من الطريق حاليا بسبب تأخر الدفع.

قضايا النفط والتلوث:

أكد السفير على أهمية النفط كشريان حياة لاقتصاد جنوب السودان، وأشار إلى توقف إنتاج النفط في المربعين 3 و 7 مؤقتا في فبراير 2024؛ بسبب انسداد وتضرر خط الأنابيب، لكنه أكد دعم الصين لجهود استئناف الإنتاج والنقل، والذي تحقق بالفعل في يناير الماضي بوصول النفط بنجاح إلى بورتسودان في أبريل.

قروض الصين في جنوب السودان:

أكد السفير أن الصين تتعاون في مجالات الاستثمار والتمويل مع جنوب السودان وفقا للقواعد الدولية ومبدأ الانفتاح والشفافية، دون إرفاق أي شروط سياسية أو السعي لتحقيق مكاسب سياسية أنانية. وأشار إلى أن مشروع مطار جوبا الدولي ومشروع هندسة نظام إدارة الحركة الجوية قد اكتمل بنجاح بدعم صيني، مما عزز ربط جنوب السودان بالدول المجاورة والعالم ودعم التنمية الاقتصادية.

موقف الصين من التوترات السياسية وجهود السلام:

أكد السفير أن الوضع في جنوب السودان أصبح مستقرا نسبيا، ولكنه لا يزال يواجه بعض التحديات. وأشار إلى أن الصين تدعو دائمًا الأطراف السياسية في جنوب السودان إلى حل الخلافات عبر الحوار وتسريع تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لعام 2018، مؤكدا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. وأضاف أنه نقل هذا الموقف على نحو متكرر إلى الأصدقاء الجنوب سودانيين، وحظي بتقديرهم وتأييدهم. كما أشار إلى تقديم الصين مساعدات إنسانية للمتضررين من النزاع، مؤكدا استمرار هذه الجهود.

ووصف السفير الصيني، اتفاقية السلام المنشطة لعام 2018 بأنها حجر الزاوية للسلام والاستقرار في جنوب السودان، مشيرا إلى دورها الهام في الحفاظ على السلام في السنوات الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تحل الأطراف جميعها خلافاتها في وقت مبكر، وتستجيب بفعالية لمخاوف شعب جنوب السودان والمجتمع الدولي.

حظر الأسلحة وتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان:

أوضح السفير أن الصين امتنعت دائما عن التصويت عند مراجعة مجلس الأمن للعقوبات المفروضة على جنوب السودان، ودعت إلى تعديل العقوبات أو رفعها.

وأكد السفير أن الصين تدعو جميع الفصائل السياسية في جنوب السودان إلى تنحية الخلافات والتركيز على جهود التنمية، معربا عن اعتقاده بأن السلام الدائم سيتحقق بالمثابرة المستمرة.

مستقبل العلاقات بين الصين وجنوب السودان:

وصف السفير العلاقات بين البلدين بأنها قوية ومتنامية، مشيرا إلى أن الصين كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان. وأكد أن الاحترام المتبادل والتعاون الصادق يشكلان أساس هذه العلاقات، وأن العمل المشترك من أجل التنمية هو مستقبلها. وذكر أن قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي FOCAC في سبتمبر 2024 شهدت إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت عن رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية.

وأعرب السفير عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين في ظل الشراكة الاستراتيجية، مؤكدا العمل المشترك لتنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه بين رئيسي الدولتين. وتوقع أن تعود هذه العلاقات بالنفع على شعبي البلدين، وتساهم في السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

وكما أعرب السفير عن شعوره العميق بتوق شعب جنوب السودان إلى السلام بعد قضائه عامين وثمانية أشهر في البلاد. وأكد أن السلام لا يمكن حفظه بالقوة، وأن الحرب لا تحظى بتأييد الجمهور. ودعا إلى الإسراع بتحقيق السلام في جنوب السودان، مشيرا إلى أن أفريقيا هي أرض الأمل في القرن الحادي والعشرين، وأن جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، يمتلك إمكانات كبيرة. وأكد دعم الصين المستمر لجنوب السودان في تقدمه نحو السلام والتنمية والازدهار.