الجيش الحكومي يستعيد كديبا من المعارضين بعد قتال عنيف في مندري الشرقية

أعلنت قوات دفاع شعب جنوب السودان الحكومية، أنها استعادت السيطرة الكاملة على بلدة كديبا، المركز الإداري لمقاطعة مندري الشرقية بولاية غرب الاستوائية، بعد معارك ضارية مع تحالف من القوات المعارضة.

وأكدت القوات الحكومية أنها تمكنت من طرد القوة المشتركة من جبهة الخلاص الوطني والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، التي كانت قد سيطرت على البلدة في 24 سبتمبر الماضي، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 30 ألف مدني.

وفي بيان رسمي، صرَّح اللواء لول رواي كوانق، المتحدث باسم قوات دفاع شعب جنوب السودان، أن القوات الحكومية شنت عملية “منسقة” لاستعادة كديبا، مؤكداً نجاحها في “تحييد المقاومة” من عناصر المعارضة.

وأضاف كوانق: “قواتنا تسيطر الآن سيطرة كاملة على المنطقة، وقد عاد الوضع الطبيعي”. وأشار البيان إلى مقتل جندي حكومي واحد في الاشتباكات، إلى جانب تقارير عن سقوط عدد من مقاتلي المعارضة.

تقع كديبا على بعد حوالي 35 كيلومترًا شرق مدينة مندري، وقد شهدت اشتباكات متكررة في الأشهر الأخيرة، مما عرقل بشدة حركة المدنيين والعمليات الإنسانية.

وأفاد أحد سكان كديبا، تحدث لراديو تمازج شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن أصوات إطلاق نار كثيف سُمعت في وقت مبكر من صباح يوم الأحد، ما دفع المدنيين للفرار إلى الأحراش القريبة. وقال الشاهد: “توقف إطلاق النار لاحقاً، وشاهدنا مركبات قوات دفاع شعب جنوب السودان تدخل كديبا”.

ورغم إعلان السيطرة، أشار المصدر المحلي إلى أن المنطقة لا تزال تشهد توترًا أمنيًا، حيث يخشى العديد من السكان العودة إلى منازلهم. كما أفاد مواطن آخر بأن العائلات العائدة تكافح من أجل إيجاد الغذاء والمواد غير الغذائية بعد فرارها من القتال.

في تلك الأثناء، أدان الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة العملية في بيان صدر بتاريخ 8 أكتوبر 2025، متهمًا الجيش الحكومي بتنفيذ “أعمال عسكرية غير مهنية” في ولاية غرب الاستوائية.

وزعم المتحدث باسم الجيش الشعبي في المعارضة، العقيد لام فول قبريال، أن القوات الحكومية استهدفت مناطق سيطرة المعارضة والمدنيين “بذريعة تطهير المتمردين”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحقيق في الحادث وضمان المساءلة عن الانتهاكات المزعومة.

تُسلط الاشتباكات الأخيرة الضوء على تجدد التوترات في أجزاء من ولاية غرب الاستوائية، على الرغم من الجهود المستمرة لتنفيذ اتفاق السلام المنشط لعام 2018 الذي يهدف إلى إنهاء الصراع في البلاد.