أزمة جنوب السودان تخنق الاحتفال بالاستقلال: لا فعاليات رسمية للعام الحادي عشر على التوالي

SSUDAN-INDEPENDENCE-DECLARATION

يحيي جنوب السودان، اليوم الأربعاء، الذكرى الرابعة عشرة لاستقلاله في أجواء هادئة، ودون أي احتفالات رسمية. يأتي هذا الصمت في الوقت الذي تعاني فيه الدولة الفتية من اضطرابات اقتصادية خانقة وتوترات أمنية متصاعدة، لتكون هذه هي المرة الحادية عشرة على التوالي التي تُغيب فيها الاحتفالات الرسمية بيوم الاستقلال.

ويواجه اقتصاد البلاد أزمة حادة، حيث يعيش 92% من السكان تحت خط الفقر، مع انتشار واسع النطاق لانعدام الأمن الغذائي. وقد أدى الاعتماد الشديد على عائدات النفط إلى جعل البلاد عرضة للصدمات الاقتصادية.

وقال اللواء لول رواي كوانق، المتحدث الرسمي باسم الجيش في جنوب السودان لراديو تمازج: “أُبلغت بأنه لن تكون هناك احتفالات رسمية بسبب الوضع الاقتصادي الراهن الذي تواجهه البلاد، لذا، لا توجد احتفالات تنظمها الدولة”.

في 9 يوليو 2011، احتفل مسؤولون وحشود من مواطني جنوب السودان بالاستقلال عن السودان بعد عقود من الحرب الأهلية. ولكن بعد عامين، في ديسمبر 2013، اندلع صراع مدمر عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق، رياك مشار، بالتخطيط لانقلاب.

وتواجه اتفاقية السلام الهشة الموقعة عام 2018 تحديات في التنفيذ وسط الضغوط الاقتصادية، حيث وُضع النائب الأول للرئيس رياك مشار قيد الإقامة الجبرية في جوبا منذ مارس الماضي بسبب التوترات السياسية.

وهذه هي السنة الحادية عشرة على التوالي التي لا تُقام فيها فعاليات رسمية ليوم الاستقلال.

وقال لول: “يمكن للأفراد الاحتفال على نحو خاص، أو في مجموعات إذا كانوا في وضع يسمح لهم بذلك”.

وأضاف: “لقد انضممنا إلى قوات الأمن لتأمين المنشآت الحكومية الاستراتيجية والمناطق العامة، حتى يتمكن أفراد الجمهور من الاحتفال دون أي تهديدات أو مشاكل أمنية”.

وحث المتحدث باسم الجيش على الاحتفال السلمي وقال: “رسالتنا للجمهور لا تزال كما هي: احتفلوا بمسؤولية، تعاونوا مع قوات الأمن في أي مسائل تتعلق بالسلامة والأمن”.

وأعرب عدد من المواطنين في جنوب السودان، عن مشاعر متباينة، فبعضهم متفائل، وآخرون يشعرون بخيبة أمل بعد سنوات من الصراع والوعود غير المحققة.

وقال المواطن بونقا موسى من مدينة جوبا: “أنا سعيد جدا بهذا اليوم للاستقلال، ولا يمكننا الاستهانة به”. وحث الشباب على التركيز على بناء الأمة والزراعة لتعزيز الاكتفاء الذاتي.

وقال المواطن موسى أيوم إدوارد، إنه يفتقر إلى “الحرية الكاملة” لكنه ما زال له الأمل في انتخابات 2026. وأضاف: “نسمع الكثير من الوعود، لكننا لا نرى التطبيق العملي”، مشيرا إلى سوء البنية التحتية وعدم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.

وقال مواطن رفض الكشف عن هويته، أن لا يوجد سبب للاحتفال بالنسبة له، لكن هناك أملاً فقط إذا تغيرت الحكومة.

ودعت دوروثي درابوقا، وهي ناشطة مدنية، إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام لعام 2018. قائلة “إن واقع الاستقلال لم يرتقِ إلى مستوى التطلعات”.

وأضافت “اعتقد الناس أن الانفصال سيجلب السلام، لكنها قصة مختلفة”.