أزمة الغذاء تجبر نزلاء سجن مقاطعة طمبرا على العمل اليومي للحصول عل الغذاء

يواجه سجن مقاطعة طمبرا في جنوب السودان، أزمة إنسانية خطيرة، حيث أفادت التقارير أن أكثر من 80 نزيلاً يعانون الجوع لمدة 11 يوما متتاليا، بسبب فشل الحكومة في دفع دين مستحق منذ فترة طويلة لمورد الطعام الخاص بالسجن.

وصرح العقيد قايتانو أنجلو، مدير سجن مقاطعة طمبرا، لراديو تمازج، بأن متعاقداً توريد الطعام للسجن أوقف الإمدادات بعد ما يقرب من عام من عدم سداد المستحقات المالية. ونتيجة لذلك، لجأت السلطات إلى إرسال النزلاء للعمل اليومي لكسب المال لشراء الطعام.

وتابع: “لم نتلق أي طعام منذ 11 يوما، ولقد أوقف المورد الإمدادات؛ لأنه لم يتلق مدفوعات منذ العام الماضي، ولقد اضطررت لإرسال النزلاء للقيام بأعمال اليومية، حتى يتمكنوا من شراء الطعام”.

وكشف أن السجن يفتقر إلى وسائل النقل، مما يجعل من الصعب على النزلاء ممارسة الزراعة أو جمع الحطب، وهي وسائل بديلة لتوفير الطعام أو الدخل.

ويحتجز سجن طمبرا حاليا 80 نزيلا، بينهم 14 يواجهون اتهامات بالقتل، وينتظر العديد منهم المحاكمة بسبب غياب قاضٍ مقيم في المقاطعة.

وأكد ماثيو مابينغي، محافظ مقاطعة طمبرا، النقص في الغذاء، أرجع ذلك إلى انعدام الأمن المستمر الذي يواجه المنطقة منذ عام 2021. وقال إن الأنشطة الزراعية تعطلت بشدة، وأن المنظمات الإنسانية التي كانت تدعم السجن قد سحبت دعمها.

وقال: “النزلاء يعانون، لا يوجد طعام، ونحن بحاجة إلى تدخل عاجل، نحتاج أيضا إلى أدوات زراعية وبذور وبنية تحتية مناسبة للسجن لمساعدة النزلاء على البقاء والعيش بكرامة”.

ودعا كلاً من حكومتي الولاية والحكومة الوطنية إلى معالجة النقص الغذائي الذي لا يؤثر في النزلاء فحسب، بل على المجتمع الأوسع والجنود المتمركزين في المنطقة أيضاً.

من جانبه أكد توماس بنداس، كبير سلاطين مقاطعة طمبرا بالإنابة، تدهور الوضع الإنساني، مشددا على أنه بينما يتم فصل النزلاء حسب الجنس، فإن جميعهم يعانون نفس أزمة الجوع.

وقال: “الغذاء هو المشكلة الأكبر، حتى الجنود يعانون الجوع، ويستضيف سجن طمبرا حاليا نزلاء من مقاطعات طمبرا وإيزو وناجيرو، مما يزيد الضغط على مواردنا المحدودة”.

من جانبه دعا الناشط البارز في المجتمع المدني إدموند ياكاني، حاكم ولاية غرب الاستوائية المكلف، وأعضاء البرلمان ومحافظ طمبرا إلى اتخاذ إجراءات فورية، وحذر من أن الظروف المكتظة والمتدهورة في السجن يمكن أن تؤدي إلى تفشي أمراض.

وقال: “الوضع في طمبرا ينذر بالخطر، وإذا حدث أي تفشٍ للمرض، فقد نفقد العديد من الأرواح، وهذه ليست قضية طمبرا فقط—إنها تعكس الأزمة الأوسع نطاقا في السجون عبر جنوب السودان”.

وحث وزارة الداخلية والمفتش العام للشرطة ورئيس جنوب السودان على تحمل المسؤولية من خلال بناء مرافق سجون جديدة، وتحسين ظروف السجون، وضمان احترام حقوق النزلاء.

وأضاف ياكاني: “يستحق المحتجزون مستوى معيشيا لائقا، ويجب علينا أن نتحرك الآن لمنع وقوع كارثة”.

ويناشد القادة المحليون والمجتمع المدني على نحو مشترك الحكومة والوكالات الإنسانية الدولية تقديم إمدادات غذائية طارئة ودعما مؤسسي طويل الأجل لتحقيق استقرار عمليات السجون والحفاظ على كرامة الإنسان.