يستفيد المزارعون في منطقة الحزام الأخضر بجنوب السودان من مشروع طموح لإنتاج الكاكاو، تنفذه مؤسسة نور للتمويل الأصغر في مقاطعة نهر ياي بولاية الاستوائية الوسطى.
يُنظر إلى زراعة الكاكاو على الصعيد العالمي باعتبارها محصولا نقديا ذا أهمية متزايدة، لقدرته على تعزيز دخل المزارعين ومواجهة آثار تغير المناخ.
ووفقا لجونسون بورو هيلاري، مسؤول فريق مؤسسة نور للتمويل الأصغر، فقد بدأ مشروع الكاكاو في العام الماضي، وتمكن حتى الآن من جمع أكثر من 800 ألف شتلة، ويقترب من تحقيق هدفه بتوزيع 10 ملايين شتلة كاكاو على المزارعين المتعاقدين في منطقة الحزام الأخضر.
وأوضح بورو قائلاً: “بدأنا مشروع الكاكاو في العام الماضي، وجمعنا أكثر من 800 ألف شتلة، وهدفنا هو توفير 10 ملايين شتلة كاكاو لتوزيعها على المزارعين المتعاقدين في منطقة الحزام الأخضر من البلاد، حيث تتميز التربة بالجودة العالية والاستجابة الجيدة للظروف المناخية”.
وأضاف أن الهدف الأساسي من إطلاق إنتاج الكاكاو هو مكافحة تغير المناخ ورفع مستويات دخل المزارعين المحليين، مشيرا إلى أن الكاكاو يعتبر من المحاصيل النقدية الهامة على الصعيد العالمي.
وشرح بورو دوافع المشروع قائلا: “لماذا بدأنا هذا المشروع؟ في محاولة لمكافحة تغير المناخ، رأينا أنه من الحكمة معالجة هذه القضية بطريقتين أو ثلاث، من خلال زراعة الأشجار التي يمكن أن تدر الدخل، خاصة للمزارعين المتعاقدين. كما تعلمون، الكاكاو هو أحد المحاصيل النقدية الذهبية في السوق العالمية اليوم، حيث يُستخدم في صناعة الشوكولاتة والحلويات، وهدفنا هو أن نكون جزءا من التحرك العالمي لمواجهة تغير المناخ، وثانيا، خلق المزيد من فرص العمل والتوظيف في جنوب السودان؛ نظرا لمحدودية الوظائف المتاحة في المنطقة، ونسعى من خلال هذا المشروع إلى توظيف عدد كبير من الأشخاص في دورة الإنتاج”.
وناشد وزارة الزراعة بالتدخل لتقديم الدعم اللازم للمشروع، ودعا الحكومة إلى تهيئة بيئة مواتية للمزارعين لضمان استقرار الأوضاع الأمنية بما يخدم المزارعين المتعاقدين في جميع أنحاء المنطقة.
وتابع “هذا مشروع لديه القدرة الحقيقية على دفع اقتصاد هذا البلد، وأنا أدعو وزارة الزراعة إلى الاهتمام بنا، كما أدعو الحكومة إلى جعل البيئة جاذبة من خلال تحقيق الاستقرار الأمني وتسهيل حركة الشتلات والعناية بها، لأنه في حال نزوح السكان من مناطق الزراعة، فمن المؤكد أن هذه الشتلات ستتعرض للتلف في الأدغال، وفي نهاية المطاف، لن يستفيد المزارعون المحليون شيئًا”.
من جانبه، شجع جوليوس لومودي، أحد المستفيدين من المشروع والذي زرع فدانين من الكاكاو حتى الآن، المزارعين في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في منطقة الاستوائية، على البدء في إنتاج الكاكاو لمكافحة مستويات الفقر وتأمين مستقبل تعليم أطفالهم.
وقال: “زراعة أشجار الكاكاو مبادرة جيدة وأشجع الجميع في البلاد، وخاصة في منطقة الاستوائية الوسطى، على التركيز على إنتاج الكاكاو؛ لأن بلدنا يعاني الفقر، والأطفال يرغبون في الذهاب إلى المدرسة، لكن لا تتوفر الأموال اللازمة لتعليمهم، لذلك، من خلال إنتاج الكاكاو، ستكون في وضع يمكنك من كسب الكثير من المال لتغطية الرسوم الدراسية لأطفالك”.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة غرب أفريقيا تستحوذ على حوالي ثلثي الإنتاج العالمي من الكاكاو، وتقدر المنظمة الدولية للكاكاو، أنها أنتجت 75% من الإنتاج العالمي في موسم 2019/2020، وتعد ساحل العاج وغانا أكبر منتجين في العالم.