اختتم مؤتمر شرق أفريقيا للصحة والعلوم، أعماله يوم الجمعة في جوبا، بتسعة قرارات رئيسية ركزت على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة لضمان استجابة فعالة للتهديدات الصحية المستمرة والناشئة.
ومن أبرز القرارات الدعوة إلى تعزيز مستشفيات الإحالة، مع التركيز بشكل خاص على مستشفى جوبا التعليمي، الذي تم تحديده كأحد أكثر المستشفيات ضعفًا في الدول الأعضاء في مجموعة شرق أفريقيا.
وفي معرض قراءته لنتائج المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام، أوضح الدكتور استيف وانديقو، المقرر المشارك للحدث، أنه طُلب من جميع الدول الأعضاء تخصيص موارد مالية لتحسين مستشفيات الإحالة الوطنية والإقليمية لزيادة فرص الحصول على الرعاية الجراحية.
وقال “هناك حاجة إلى الالتزام بتجهيز وتطوير مستشفيات الإحالة الوطنية والإقليمية، ومن الأمثلة على ذلك مستشفى جوبا التعليمي، حيث أشير إلى الفكرة التي مفادها أنه عند القيام بذلك، ستتاح إمكانية الحصول على الرعاية الجراحية، ولكن في الوقت نفسه، علينا ضمان وجود تمويل يدمج أيضًا المرافق ذات المستوى الأدنى”.
وأضاف “اتفقنا أيضًا على ضرورة إنشاء برامج فحص السرطان، والتشخيص، وتحسين السجلات”.
وأكد المؤتمر على ضرورة تعزيز برامج الوقاية من الأمراض، وخاصة تلك التي تستهدف سرطان عنق الرحم، وفيروس نقص المناعة البشرية، والأمراض المعدية الأخرى.
وشملت القرارات الأخرى زيادة عدد القوى العاملة الصحية من خلال تقديم منح وحوافز لطلاب الطب، وتنفيذ برامج تدريب داخلي منظمة، وإضفاء الطابع الرسمي على أنظمة الرعاية على مستوى المجتمع. كما دعا المؤتمر إلى بناء القدرات المحلية، ومواءمة السياسات الصحية الإقليمية، والتحقق من صحة البوابات الإلكترونية، وزيادة الوعي الصحي الرقمي.
وأضاف الدكتور وانديقو “كان قرارنا الخامس هو إصلاح تمويل الصحة، وتعزيزه بفرض ضرائب على المنتجات الضارة، وتخصيص ما لا يقل عن 5% من الناتج المحلي الإجمالي للصحة، وتصميم أنظمة حماية اجتماعية متطورة”.
وأضاف “يؤكد القرار السادس على دمج صحة الأم والرعاية المتخصصة، وإعطاء الأولوية للفحص، وعلاج الاكتئاب في عيادات فيروس نقص المناعة البشرية، ودمج الصحة النفسية في أنظمة الرعاية الصحية العامة، وإنشاء وحدات مخصصة لعلاج السرطان”.
وشكّل المؤتمر، الذي عُقد تحت شعار “معالجة الأولويات الصحية والنهوض بأجندة الصحة في شرق أفريقيا”، منصة إقليمية للعلماء والباحثين وصانعي السياسات وشركاء التنمية لمواجهة التحديات الصحية الملحة.
من جانبها، أعربت البروفيسورة روز أجا كوستا، المشاركة من جنوب السودان وعضوة مجلس مفوضي مفوضية البحث العلمي في شرق أفريقيا، عن فخرها بقدرة جنوب السودان على استضافة هذا الحدث بنجاح.
سلّطت كوستا الضوء على أهمية المواضيع التي تمت مناقشتها، وقالت إن العديد من الأكاديميين ناقشوا أوراق العمل، وتحدّوا بعضهم البعض”.
في غضون ذلك، قال أمانيا جاكوب، مدير الأبحاث في وزارة الصحة في جنوب السودان، إنه واجه تحديات في التحضير للمؤتمر.
وقال “لم يكن الأمر سهلاً، فعندما تسلّمنا زمام المبادرة، طُلب منا في البداية تقديم أكثر من 50% من الملخصات المتعلقة بالمنطقة”.
واستغلت بياتريس أسكول موي، رئيسة مجلس وزراء مجموعة شرق أفريقيا، هذه المناسبة لتحدي تصورات انعدام الأمن في جوبا.
وأضافت “أود أن أخبركم، بصفتي رئيسة مجلس الوزراء، أنها لم تكن مجرد زيارة. فرغم أنني عالمة اجتماع، إلا أنني تعلمت الكثير خلال الأيام الثلاثة”.
وأبانت “أود أن أُقدّر وجودنا هنا، رغم ما قيل سابقًا، من أن جوبا ليست مكانًا مناسبًا لزيارة الشركاء. أؤكد لكم أن سبب مجيئي إلى هنا لمدة ثلاثة أيام هو دحض الادعاءات التي قيل لنا إنها غير موجودة”.
ووفقًا لموي، تتلقى لجنة شرق أفريقيا غالبًا ملاحظات استشارية تُشير إلى أن جوبا غير آمنة، وهي رواية رفضتها بشدة.
وتابعت “أعلم أننا عادةً ما نتلقى ملاحظات استشارية، لكن أؤكد لكم أنه يجب دحض أي شخص كان يُقدم هذه المعلومات إلى الدول الأعضاء بأن الوضع في جوبا ليس على ما يُرام، وأريد من وسائل الإعلام أن تُغطي هذا الأمر بشكل صحيح، وأن جوبا آمنة”. “يجب أن نشجع بعضنا البعض على التفاعل والزيارة، وحتى على معرفة المجتمع”.