قال رئيس جنوب السودان، سلفا كير، في خطابه بمناسبة استقلال البلاد، إنه يعترف بالصعوبات التي يواجهها المواطنون، وحث على الوحدة في أمة لا تزال تتعافى من الصراع.
في خطاب متلفز، أقر كير، بالصراعات منذ الاستقلال في عام 2011، لكنه أشاد بالصمود. وقال: “لم يكن الطريق سهلا، لكننا أثبتنا أن قوة شعبنا عظيمة، ولقد ولدنا أمة حرة، بكرامة وهوية ومصير”.
وشكر المواطنون على صبرهم. قائلاً: “بسببكم، ما زلنا صامدين، وهذا وحده انتصار”.
واجه جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، صراعات، عدم استقرار اقتصادي، واضطرابات سياسية، لكن سلفاكير، تعهد بالتطبيق الكامل لاتفاق السلام لعام 2018، بما في ذلك توحيد القوات المسلحة وإجراء انتخابات عامة.
وقال: “لن يخرق أي سلاح صوت السلام، ولن نعود إلى الحرب”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعهد كير بإصلاحات في الزراعة والبنية التحتية والتعليم. وقال: “يجب أن يخدم هذا الاقتصاد كل مواطن”. وحث الشباب على نبذ القبلية والعنف، ووعد بدعم الحكومة.
ردود الفعل على خطاب كير
وأشاد عدد من المحللين بخطاب الرئيس سلفاكير في الذكرى الرابعة عشرة للاستقلال، لكنهم دعوا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للوفاء بتعهداته. وأكدوا ضرورة إجراء إصلاحات جذرية والمساءلة لترجمة الوعود إلى تقدم ملموس.
وقالت جاكلين نياسيوا، مؤسسة مركز الحوكمة الشاملة والسلام والعدالة، إن قادة جنوب السودان يجب أن يمنحوا الأولوية للمساءلة ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات والنمو.
وتابعت: “اقتصاديا، لا ينبغي أن نكون حيث نحن؛ يجب أن نكون أمة تنمو بسرعة كبيرة في المنطقة، لكن بسبب الأزمة الاقتصادية، لا نستطيع التحرك”. وأشارت إلى العنف المتكرر وعدم وجود احتفالات رسمية لعدة سنوات كنكسات.
وقال الناشط المدني تير منيانق، إن سلفاكير، فشل في معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزاد: “الناس جائعون وغاضبون”، وأشار إلى الاضطرابات الأخيرة مثل حرق المتاجر في منطقة غابات.
وأبان أن الاستقلال الحقيقي يعني “أن المواطنين لا ينامون جائعين، ودفع رواتب الموظفين المدنيين في الوقت المحدد، وهناك سيادة للقانون”. ودعا إلى “تحرير ثاني” من خلال مشاركة مدنية يقودها الشباب “هذه ليست الدولة التي قاتل آباءنا من أجلها.”
حصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 9 يوليو 2011، بعد عقود من الحرب، وأدى صراع عام 2013 بين كير ومشار إلى تدمير البلاد، وتوقيع اتفاق سلام هش في عام 2018. ولا يزال مشار رهن الإقامة الجبرية في جوبا منذ مارس.