Skip to main content
بقلم / مثيانق شيرلو - ٥ يناير ٢٠٢١

رأي: تهميش نسوان " الحركة الشعبية "

١ 

قبل نحو شهرين تقريبا كنت ضيفا على اثير اذاعة بي بي سي العربية عبر برنامج " عنها في نصف ساعة " ، للتعليق على الشكوى الدستورية المقدمة ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن خرق اتفاق السلام تحديدا فيما يتصل بمنح النساء نسبة ٣٥% كاستحقاق للمشاركة في السلطة على كافة المستويات ، عقب الإعلان عن تعيين حكام الولايات ، ولم يتضمن القرار تعيين " امرأة " من جناح الحكومة في منصب حاكم ولاية ، في وقت التزمت فيها حركة مشار بتعيين " سارة كليتو " في منصب حاكم ولاية غرب بحرالغزال ، في تلك الحلقة الإذاعية اكدتُ بشكل قاطع ان ما حدث امر طبيعي وبالرغم من الوعود التي قدمت للكتلة النسائية للحركة بالتعويض في مناصب اخرى وتحديدا في " نواب الحكام " ، كنت على يقين تماما بحسب حديثي للإذاعة بان لا شئ من هذا القبيل سيحدث ولن تقوم الحركة بتعيين اي امرأة في منصب نائب حاكم .

٢ 

الان وبعد  قرابة ٣ اشهر تقريبا جاء القرار الجمهوري بتعيين نواب للحكام ، ولم يتضمن القرار الجمهوري الاشارة الى تعيين امرأة من جناح الرئيس كير في منصب نائب حاكم ، في وقت شملت القائمة المعلنة تسمية امرأة من حركة مشار في منصب نائب حاكم لولاية شرق الاستوائية ، مع احتمالات كبيرة بتسمية امرأة من جانب الاحزاب السياسية الاخرى لشغل منصب نائب حاكم ولاية " واراب " ، لم يكن ما قلته للبي بي سي في ذلك الوقت مقبول لدي البعض ، واتذكر ان احد قادة الحزب قد استنكر ما قلته واكد بان الحركة ستقوم بتعيين ٢ من النساء لشغل منصب نائب حاكم ، ولا اعرف ما هو التبرير الذي سيقدمه هذا القيادي عقب اعلان القائمة التي لم تتضمن اسم امرأة واحدة . 

٣ 

تعكس هذه الخطوات انتكاسة كبيرة للحزب وشعاراته بشأن تمكين النساء ، ويعكس في ذات الوقت تراجعا كبيرا لمواقف الحركة التي تبدو على ارض بانها تسير الى الوراء بشكل واضح ، والمؤسف ان هذا التراجع يحدث في وقت رفع فيه البعض امال كبيرة بشأن إجراءات اصلاحية جديدة ستتشكل عقب تعيين الوزير نيال دينق نيال ، والحديث الحماسي الذي ادلى به كل من المستشار الرئاسي كوال منيانق ، والقيادي البارز دانيال أويت اكوت ، ومن المرجح ان يقود هذا التراجع الى انخفاض مستوى الحماس الذي كان ولا يزال سائدا قبل نحو اسبوعين من الان ، ناهيك عن تحولات كبيرة في الطريقة قد تقود الى اصلاح الاوضاع داخل الحركة،  او انخراطها في دوامة اخرى من الصراع السياسي الداخلي بشكل مختلف عما هو سائد الان ، ان لم يجد البعض اجابات وافية بشأن التهميش المتعمد لنساء الحركة في هذا التوقيت الذي يشهد تقدم صفوف بقية النساء في حركة مشار تحديدا الغريم الاساسي للحركة التي يقودها الرئيس كير .    

 

الأستاذ مثيانق شريلو، هو رئيس تحرير صحيفة الموقف الناطقة بالعربية في جنوب السودان

__________________________________________________________________________

 مقالات الرأي التي تُنشر عبر موقع راديو تمازج تعبر عن آراء كُتابها وصحة أي ادعاءات هي مسؤولية الكاتب/ة، وليست راديو تمازج