اندلع اشتباك عنيف صباح “الخميس”، بين أعضاء الكنيسة الأسقفية في جنوب السودان وسكان حي الجزيرة في مونيكي بجوبا؛ بسبب نزاع طويل الأمد على الأراضي.
ويُعتقد أن الصراع ينبع من خلاف بين الكنيسة وحكومة ولاية الاستوائية الوسطى حول ملكية الأرض.
واتهم القس فول صموئيل فول، راعي راعية القديس استيفن في مونكي، حكومة الولاية يوم الاحتفال بعيد الفصح بهدم مباني الكنيسة في محاولة للاستيلاء على الأرض.
وفند كل من المجتمع المحلي ومسؤولي الولاية هذه الادعاءات، واتهموا الكنيسة عوضا عن ذلك بتزوير سند ملكية الأرض.
ويوم الخميس، دخل أعضاء الكنيسة عقارا مجاورا، وأزالوا سياجاً وتغطية مرحاض حُفِر حديثا. ورد السكان بإلقاء الحجارة، مما أجبر أعضاء الكنيسة على التراجع حتى وصلت الشرطة.
وقال بنجامين بالي، شيخ منطقة الجزيرة السكنية، لراديو تمازج إن الكنيسة نظمت مظاهرة، ارتدى المشاركون فيها ملابس سوداء، مما أثار قلق السكان.
وقال بالي “قررت الكنيسة استدعاء رجال الدين والأمهات ليلا للحضور إلى هنا في الصباح للتظاهر، وكان على الجميع ارتداء قطعة قماش سوداء، لا أعرف ما الذي قصدوه، سواء كانوا قادمين للقتل أو للصلاة”.
وحمّل الكنيسة مسؤولية التحريض على العنف.
وأضاف “عندما أتوا، وجدت نساء الكنيسة شخصا قام ببناء سياجه، وبدأن فورا في إزالة مواد الخيزران وتغطية حفرة المرحاض، وهذا ما أغضب المجتمع وأثار الاشتباكات”.
وحث السكان على الهدوء في أثناء اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أولئك الذين ألحقوا أضرارا بالممتلكات.
من جانبه، نفى رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية في جنوب السودان، جاستن بادي أراما، أي نية لمواجهة الحكومة، لكنه اتهم المسؤولين بالاستيلاء على الأراضي، وأعلن عن شهر من الصلاة والصوم بسبب النزاع.
وقال “أريد أن أعلن شهراً من الصلوات لهذه الكنيسة وجميع أراضي الكنيسة الأسقفية في جنوب السودان، في شهر واحد، لمدة ثلاثة أيام، سنأتي ونصلي في هذا المكان، سنجلس هنا لمدة ساعتين، غداً في الساعة الثانية بعد الظهر، سنستمر حتى تأتي الجرافة وتهدم الكنيسة”.
ووصف وزير شؤون مجلس الوزراء بولاية الاستوائية الوسطى، ساتيمون أندو لوفاي، الحادث بأنه “مؤسف” واعتذر، وحث على الحوار.
وقال “إنه أمر مؤسف ونحن نعتذر، وندعو إلى الحوار، وسنجلس معهم، وأعتقد أننا سنتوصل إلى حل ودي”.
وأضاف أنه تم تعليق جميع تخصيصات الأراضي في المنطقة، حتى يُتَوَصَّل إلى حل.
