صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “الخميس”، على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لعام آخر، في الوقت الذي تواجه فيه أحدث دولة في العالم تحديات أمنية تنذر باندلاع الحرب مجددا.
القرار، الذي قدمته الولايات المتحدة، وأيده 11 عضواً آخر في المجلس، يمدد ولاية البعثة “يونميس”، حتى 30 أبريل 2026، ويأذن لقوات حفظ السلام بـ “استخدام جميع الوسائل اللازمة” لحماية المدنيين، وتقديم المساعدات، ودعم اتفاق السلام لعام 2018، والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.
وامتنعت الصين وروسيا وباكستان عن التصويت.
ويأتي هذا القرار عقب تمديد فني لمدة تسعة أيام تمت الموافقة عليه في 30 أبريل لإتاحة مزيد من الوقت للنقاشات. ويأتي وسط تصاعد التوترات السياسية والأمنية في جنوب السودان، حيث أثارت الخلافات بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، مخاوف من تجدد العنف.
وحذر نيكولاس هايسوم، رئيس بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان، الشهر الماضي من أن اتفاق السلام لعام 2018، الذي وقعه كير ومشار بعد سنوات من الحرب الأهلي، في حالة التدهور. وقال إن الأزمة السياسية الحالية، بما في ذلك اعتقال مشار، تنذر بإشعال اشتباكات عسكرية، بينما يؤجج خطاب الكراهية والمعلومات المضللة الانقسامات العرقية.
وقال هايسوم للمجلس: “هذا الوضع يذكرنا بشكل قاتم بصراعات عامي 2013 و 2016، والتي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص”.
ويحافظ القرار على مستويات قوات بعثة الأمم المتحدة، عند 17 ألف جندي و 2101 من أفراد الشرطة، بمن فيهم مستشارو العدل. وقال المجلس إنه يمكنه تعديل مستويات القوات بناءً على الظروف المستقبلية.
وأعرب مجلس الأمن عن “قلقه العميق” إزاء التأخير في تنفيذ اتفاق السلام، وحث قادة جنوب السودان على إعادة بناء الثقة والانخراط في الحوار. كما دعا القرار الأممي، الحكومة الانتقالية إلى تمويل وتنظيم انتخابات حرة، وأدان العنف الجنسي وتجنيد الأطفال الجنود والتدخل في عمليات الإغاثة.
وحثت ممثلة الولايات المتحدة بالإنابة، السفيرة دوروثي شيا، المجتمع الدولي على “إبعاد جنوب السودان عن حافة الهاوية”، مشيرة إلى الهجمات على المدنيين والتحديات التي تواجه قوات حفظ السلام، بما في ذلك المطالب بإخلاء قاعدة رئيسية.
وقالت “اليوم الذي لا تعود فيه عملية حفظ سلام ضرورية في جنوب السودان سيكون يوما مشرقا”.
وقال نائب مندوب باكستان، لدى الأمم المتحدة، محمد عثمان إقبال جادون، إن بلاده امتنعت من التصويت؛ لأن القرار تضمن عناصر “مسيسة غير ضرورية”. لكنه أكد مجدداً دعم بلاده بعثة الأممية في جنوب السودان، واصفا إياها بأنها “قوة استقرار” في جنوب السودان.
تأسست البعثة في عام 2011 بعد استقلال جنوب السودان عن السودان.