مقتل 7 جنود من جنوب السودان بضربة جوية سودانية على حقل هجليج النفطي رغم “اتفاق ثلاثي” لحماية المنشأة

أفاد مسؤولون بمقتل سبعة جنود من قوات دفاع شعب جنوب السودان في ضربة بطائرة مسيرة شنتها القوات المسلحة السودانية على حقل هجليج النفطي. يأتي هذا الهجوم على الرغم من وجود اتفاق ثلاثي يسمح لقوات جنوب السودان بتأمين المنشأة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على هجليج، أكبر حقل نفطي في البلاد، يوم الاثنين، في إطار استمرار المجموعة شبه العسكرية في تحقيق مكاسب ضد القوات المسلحة السودانية في المنطقة الجنوبية الغنية بالموارد.

بعد سيطرة قوات الدعم السريع، بثت قناة جنوب السودان الرسمية لقطات تُظهر جنوداً من جنوب السودان إلى جانب مقاتلي قوات الدعم السريع في هجليج. كما أظهرت اللقطات عبور جنود من الجيش السوداني إلى الأراضي التابعة لجنوب السودان بعد انسحابهم من المنشأة النفطية.

تضم هجليج، وهي بلدة حدودية صغيرة تقع بين ولاية جنوب كردفان السودانية وجنوب السودان، أهم المنشآت النفطية في السودان، بما في ذلك حوالي 75 بئراً وخزانات ومحطات معالجة.

ويقوم الحقل بمعالجة ما بين 80 إلى 100 ألف برميل من النفط يومياً لكل من السودان وجنوب السودان. كما يمر خط أنابيب إلى بورتسودان عبر المنطقة، مما يعني أن خسارة هجليج تمثل ضربة كبيرة لمصادر الإيرادات المتبقية للحكومة المتمركزة في بورتسودان، بما في ذلك رسوم عبور نفط جنوب السودان.

وتُعد هجليج محطة حيوية على خط أنابيب النفط العظيم النيل البالغ طوله 1600 كيلومتر، الذي ينقل النفط الخام من حقل الوحدة بجنوب السودان إلى بورتسودان للتصدير.

وقال سانتو دوميج، ضابط رفيع في قوات دفاع شعب جنوب السودان، للصحفيين بأن الضربة التي شنتها طائرة مسيرة تابعة للجيش السوداني يوم الثلاثاء أودت بحياة سبعة جنود من قوات دفاع شعب جنوب السودان في حقل هجليج النفطي، الذي أكد أنه يخضع حالياً لحماية قواته.

وأضاف: “تعرض أفرادنا لهجوم بطائرة مسيرة، وفقدنا سبعة جنود، كما تم تدمير مركبة مثبت عليها مدفع رشاش ثقيل، وتضرر 10 بنادق تابعة للجنود القتلى”.

وأكد أن الهجوم وقع رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وقال إن قوات الدعم السريع التي كانت في هجليج غادرت يوم الاثنين، مضيفاً أن القيادات في البلدين ستعالج هذا الأمر.

كما قام رئيس هيئة أركان قوات دفاع شعب جنوب السودان، الفريق أول فول نانق مجوك، بزيارة ميدانية للحقل النفطي وأكد وجود اتفاق ثلاثي يمنح قوات دفاع شعب جنوب السودان المسؤولية الأساسية عن تأمين هجليج وسط تصاعد انعدام الأمن.

وقال نانق إن تم التوصل إلى الاتفاق من قبل قيادات جنوب السودان بقيادة الفريق سلفا كير، وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي. مبينا أنهم اتفقوا على ضرورة حماية هذا الحقل النفطي لأهميته الاستراتيجية للسودان وجنوب السودان.

وقال إن الصفقة تتطلب انسحاب كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من الحقل النفطي، لتُترك لقوات دفاع شعب جنوب السودان المسؤولية الوحيدة عن حمايته، وأشار إلى أن هذا الترتيب يندرج في إطار جهود أوسع لتحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية وحماية البنية التحتية النفطية الحيوية.