أفادت السلطات المحلية في مقاطعة ناجيرو بولاية غرب الاستوائية بمقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا، بينهم مدنيون وجنود، وإصابة آخرين، في أعقاب اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة والقوات الحكومية أواخر الشهر الماضي.
اندلع القتال في 28 سبتمبر 2025، وأسفر عن نهب مركز الرعاية الصحية الأولية في المقاطعة، وتدمير السوق الرئيسي، ونزوح جماعي للسكان.
وفي تصريح لراديو تمازج، أكد المدير التنفيذي لمقاطعة ناجيرو، قبريال برناردو، مقتل ستة شبان وسبع نساء مسنات من المدنيين، بينما أصيب ثلاثة جنود، بينهم ضابط شرطة، بجروح.
وقال برناردو: “لقد تم نهب وتدمير المستشفى بالكامل، ولا توجد أدوية ولا طعام، والناس ينامون الآن في مخيمات النزوح”. وأضاف أن الطرق التي تربط ناجيرو بطمبرا وواو لا تزال مغلقة، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية.
وناشد الحكومة والشركاء “للتدخل بإمدادات طبية ومساعدات غذائية، وإلا قد تُفقد المزيد من الأرواح”.
من جانبه، ذكر إيمانويل جاستن بينقو، أحد قادة المجتمع، وكاهن في الكنيسة الخمسينية المحلية، أن الاشتباكات تسببت في حالة ذعر شديدة بين السكان، مما أجبر الكثيرين على الفرار إلى الأدغال القريبة.
وقال: “الناس يعانون مختبئين؛ لا يوجد دواء للملاريا، لا ملح، لا صابون، ولا إمكانية للحصول على الطعام. الجنود يتهمون المدنيين بأنهم متمردون، والكثيرون يخشون على حياتهم”.
في سياق متصل، قال جون تيندو، مفتش الشرطة في مقاطعة ناجيرو، إن مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة كانوا نشطين في المنطقة، حيث قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية وترويع المدنيين.
وأكد أن “نحو 78 بالمئة من السكان قد فروا. لقد دُمرت البلدة، السوق والمستشفى والمنازل متضررة”. وأشار إلى أن معظم الناس يتواجدون الآن في منطقة بازيا، أو ينامون في المدارس والثكنات، مؤكداً مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين في القتال.
وأدان الناشط المدني إدموند ياكاني، العنف، وحث الطرفين على وقف الأعمال العدائية وإعطاء الأولوية للوصول الإنساني. وقال: “المدنيون في ناجيرو هم في حاجة ماسة للإنقاذ والمساعدة الطارئة، ولا يوجد تعليم، ولا سوق يعمل، والناس مصدومون”.
وناشد السلطات الوطنية وسلطات الولاية لتحويل الموارد من المواجهات العسكرية إلى الخدمات المنقذة للحياة للمجتمعات المتضررة.
ولم تنجح محاولات “راديو تمازج” للوصول إلى كل من الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة للتعليق.
وقد أسفر القتال الأخير في مقاطعة ناجيرو عن عشرات القتلى، ونزوح المئات، وتعميق الأزمة الإنسانية للمدنيين الذين يعانون بالفعل من نقص في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.