حذَّر مسؤولون محليون في مقاطعة أيود بولاية جونقلي بجنوب السودان، من أن “الجيش الأبيض”، وهو جماعة مسلحة من شباب قبيلة النوير، وقوات “الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة” الموالية للنائب الأول لرئيس الجمهورية، الدكتور رياك مشار، يتحركون لمهاجمة مناطق في ولاية أعالي النيل.
وتفيد التقارير بأن هذه القوة المشتركة، المتمركزة حاليا في قرية ماقوق بمقاطعة أيود وأجزاء من مقاطعة فيجي، تخضع لقيادة الزعيم الروحي الشهير لقبيلة النوير، مكواج توت كور.
يأتي هذا التحذير بعد أيام فقط من تحذير مسؤولين وسكان في فيجي من هجمات وشيكة من قبل قوات “الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة” و”الجيش الأبيض”، الذين قالوا إنهم يعيدون تجميع صفوفهم.
ويخوض “الجيش الأبيض” و”الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة” معارك متكررة مع القوات المسلحة لجنوب السودان والميليشيات المتحالفة معها في أجزاء من منطقة أعالي النيل منذ بداية العام. وقد بدأ القتال في بلدة ناصر بولاية أعالي النيل في فبراير، وسرعان ما تصاعد وانتشر إلى مناطق أخرى، واتخذ بعدًا سياسيًا بعد وضع الدكتور رياك مشار وبعض كبار مساعديه العسكريين والسياسيين تحت الإقامة الجبرية.
وفي حديثه لراديو تمازُج يوم الثلاثاء، قال جيمس شول جيك، محافظ مقاطعة أيود، إن مكواج توت “الروحاني” كان يحشد الشباب لشن حرب لأكثر من شهر، وإن محاولاته العديدة لتهدئة الوضع باءت بالفشل، حيث قرر الزعيم الروحي في النهاية الزحف إلى ولاية أعالي النيل.
وتابع: “كان عليَّ أن ألغي مهمتي في جوبا لأعود إلى أيود في 31 يوليو 2025، لأنه كان يُفيد أن مكواج توت يحشد الشباب، وكان في البداية متمركزًا في منطقة قناة في أيود، ووعد بأنه لا ينوي القتال، لكن حشده استمر، وانتقل إلى مناطق فاقونق، وجييش، وفاجيك، والآن هو في ماقوق”.
وأضاف: “التقى اليوم بشخص يُدعى مايكل نينق قاتماي، الذي عُيِّن مؤخرًا محافظًا للمعارضة من قبل نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، أويت ناثانيال، لكن نتيجة اجتماعهما غير واضحة، ما هو واضح هو أنه حشد الشباب، وهم مستعدون للقتال”.
وأدان المحافظ تحركات مكواج، وقال إنه غير قادر على إيقافه. مضيفًا: “أرسلت إليه 12 وفدًا على مدار شهر، لكنه لا يفعل شيئًا سوى الكذب بشأن نواياه، ولقد أوضح مؤخرًا لأحد قادة الوفد، يُدعى توت كوير، أنه لن يتوقف إلا بإطلاق سراح رياك مشار، وأنا مقتنع بأنه مستعد للهجوم، لكنه لا يزال بعيدًا عن فيجي لأنه سيتعين عليه أولًا الذهاب إلى مناطق باقيل ونوريانق”.
باءت محاولات راديو تمازج بالاتصال بقائد الجيش الحكومي في أيود جون ملويت ومكواج توت بالفشل.
وفي الأسبوع الماضي، قال ماثيو مطيوك ليم، عضو البرلمان ممثل مقاطعة فيجي في المجلس التشريعي بولاية جونقلي، إن هجومًا وشيكًا يقترب على المنطقة.
من جانبه، حث الناشط في المجتمع المدني والمدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة، تير منيانق، الحكومة على الدخول في حوار هادف، محذرًا من أن أي تصعيد سيؤدي إلى تدهور السلام الهش بالفعل.
وقال: “هناك حاجة إلى أن تشارك الحكومة في حوار هادف مع مكواج توت. على مدار اليومين الماضيين، كنت أشارك شخصيًا كناشط في المجتمع المدني في التواصل مع قادة مؤثرين من قبيلة قاوار نوير في كل من جوبا وأيود، ومع ذلك، فإن بعضهم، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة مشار، ليسوا مستعدين للانفتاح لأنهم يخشون الاعتقال، لذا، تحتاج الحكومة إلى فتح المجال للحوار المدني، والحرب مع مكواج لن تكون جيدة لبلدنا”.