حالتان إغماء لمعلمين بسبب الجوع في طمبرا بجنوب السودان

أعلنت سلطات وزارة التربية بولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان، أن معلمين فقدا الوعي في أثناء التدريس في إحدى مدارس مقاطعة طمبرا بسبب الجوع الشديد.

وقع الحادث الاثنين في مدرسة رينزي الابتدائية الحكومية في طمبرا.

وقالت غريس أبولو موسى، وزيرة التعليم العام بالولاية، لراديو تمازج إن “أُغمي على اثنين معلمين وهما في الفصل بسبب الجوع، وأُبلغنا أن الوضع حدث في أثناء الحصص الدراسية، وهذا يوضح مدى خطورة الوضع الغذائي الذي أصبح عليه المعلمون”.

وأضافت الوزيرة أنه على الرغم من توفر الأموال في البنوك، إلا أن المعلمين لا يستطيعون الحصول على رواتبهم. وقالت: “نسمع أن الأموال موجودة في البنك، ولكن عندما يذهب الناس لاستلامها، يُقال لهم لا يوجد نقد متاح، المعلمون بشر، ويستخدمون طاقتهم للتدريس، ولكن في طمبرا، حيث لا توجد لديهم مصادر بديلة للغذاء، ويعتمدون كليا على رواتبهم التي لا يتلقونها”.

وأعربت الوزيرة عن قلقها على رفاهية المعلمين، ودعت إلى تدخل عاجل قائلة “معلمونا يعانون، بدون رواتب، وهم مضطربون نفسيا وجسديا، ويغمى عليهم في الفصول الدراسية؛ لأنه ليس لديهم ما يأكلونه”.

أكد ماثيو كاسيانو، مدير التعليم بالمقاطعة في طمبرا، وقوع الحادث، في مدرسة باسم رينزي الابتدائية، وقال “حوالي الساعة 11 صباحا، أُغمي على معلم في أثناء حصة دراسية، ونُقل إلى المستشفى وتلقى العلاج، وفي اليوم نفسه، أُغمي على معلم آخر في فصل مختلف، ووُجد أن كلاهما يعاني الجوع الشديد”.

وأشار إلى أن العديد من المعلمين في طمبرا يعملون كمتطوعين، ولم يمارسوا الزراعة لمدة خمس سنوات، ويعتمدون كليا على الرواتب الحكومية، التي تتأخر أو لا تتوفر، ولا يوجد مانجو، لا توجد مزارع، ويستيقظ المعلمون مبكرا للتدريس، بينما يذهب آخرون إلى المزرعة، لكن الحكومة لم تدفع لهم، ولهذا السبب يغمى عليهم في الفصول الدراسية.

وقال إن الطلاب يتأثرون أيضا، وأضاف: “يأتي الأطفال إلى المدرسة جائعين، لا يستطيعون التركيز في الفصل، بدون تغذية مدرسية مناسبة، لا نعرف ما يخبئه المستقبل للتعليم هنا”.

وعبر جون بنزا، وهو مفتش تربوي، عن إحباطه، وقال إنه يعمل في الحكومة، ولم يستلم راتبه، بسبب عدم توفر السيولة في البنك، وأن الشخص يمكن أن يموت، بينما الأموال متوفرة في البنك.

يواجه عمال الخدمة المدنية في جنوب السودان، ظروف إنسانية صعبة، من تأخر الراتب وغلاء المعيشة، فيما يتراوح رواتب العاملين ما بين عشرة دولارات إلى خمسين دولاراً شهريا، ولم تُصْرَف في موعدها.