ارتفع عدد المصابين بمرض الغدة الدرقية في ولاية وسط دارفور إلى أكثر من 9,000 شخص، وفق مسؤولين محليين، وسط مخاوف من ارتباط هذا التزايد المفاجئ بتلوث مياه الشرب بمادة السيانيد السامة المستخدمة في التنقيب عن الذهب.
وقال عبد الكريم يوسف، رئيس الإدارة المدنية في الولاية لراديو ، إن معظم الإصابات تتركز في منطقتي تريج وتور كولمي، مشيرًا إلى أن “غياب برامج تزويد السكان باليود وتردي خدمات المياه أسهما في تفشي المرض”.
في مستشفى زالنجي، أكد مدير المستشفى، الدكتور عبد الله محمد موسى، استقبال مئات الحالات، في وقت تفتقر فيه المنطقة إلى الفحوصات التخصصية اللازمة.
أما مركز تريج العلاجي، فيستقبل ثلاث إلى خمس حالات جديدة أسبوعيًا، معظمها لنساء، ويتم تحويلها إلى زالنجي لتلقي العلاج أو إجراء عمليات استئصال.
ويقول جمعة عثمان، مساعد طبي في المركز، إن بعض المرضى فقدوا أصواتهم بعد الجراحة. أما المواطن حسين موسى، من قرية دار السلام، فيحكي أن أربعة من أبنائه توفوا نتيجة للمرض، بينما تتلقى زوجته وأبناؤه الأربعة الآخرون العلاج حاليًا.
وتثير هذه الموجة من الإصابات قلقًا متزايدًا، خاصة بعد تقارير محلية عن تلوث المياه بمادة السيانيد، التي خلفتها شركات تعدين كانت تنشط في المنطقة قبل انسحابها عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
ويضيف الفني ياسين عبد المطلب إن مادة السيانيد لا تعيق فقط امتصاص اليود، بل تهاجم جهاز المناعة، وقد تكون سببًا رئيسيًا في تفشي السرطان محليًا. وأضاف أن الأمطار قد تنقل هذه المادة عبر مجاري المياه إلى مناطق أوسع، ما يفاقم الكارثة الصحية.
ودعا مسؤولون محليون وزارة الصحة للتدخل الفوري، وإجراء مسوحات ميدانية عاجلة لوقف الانتشار وتقييم الأثر البيئي والصحي للسيانيد.