محقق عسكري يشهد: زعيم ميليشيا “الجيش الأبيض” قتل اللواء مجور داك

شهد محقق عسكري من جنوب السودان يوم الاثنين إن كانق مكنة، زعيم ميليشيا “الجيش الأبيض”، كان مسؤولاً عن مقتل قائد الجيش في الناصر في مارس، وفقًا لوقائع المحكمة.

قُدِّمت الشهادة أمام المحكمة الخاصة في جوبا، التي تُحاكم نائب الأول للرئيس “المُعلّق” رياك مشار وسبعة متهمين آخرين بتُهم تتعلق بالعنف في مقاطعة الناصر. ونفى مشار والمتهمون الآخرون التهم الموجهة إليهم.

يُحاكم مشار، البالغ من العمر 73 عامًا، والمتهمون الآخرون بتُهم القتل والخيانة العظمى والجرائم ضد الإنسانية أمام محكمة خاصة برئاسة لجنة من ثلاثة قضاة.

تأتي التهم من هجوم وقع في مارس 2025 على حامية الناصر، يُزعم أن ميليشيا الجيش الأبيض وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة التابعة لمشار نفذته. ويقول المدعون إن الهجوم أسفر عن مقتل اللواء ديفيد مجور داك، وأكثر من 250 جنديا، وعضو في طاقم طائرة مروحية تابعة للأمم المتحدة.

وأفاد الرائد بيتر ملوال دينق، وهو ضابط في قوات دفاع شعب جنوب السودان، وعضو في لجنة تحقيق عسكرية مشتركة، للمحكمة في جلستها الرابعة والعشرين أن قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان في الناصر، اللواء ديفيد مجور داك، قُتل خلال هجوم قاده كانق مكنة. وقد حدد مكنة بأنه زعيم ميليشيا الجيش الأبيض وعضو في الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة التابع لمشار.

وسمعت المحكمة أن اللواء مجور قُتل مع 27 من حراسه الشخصيين في 7 مارس في أثناء محاولة إجلائهم من قبل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وقال ملوال تحت القَسَم: “اكتشفنا أن الراحل ديفيد مجور داك قُتل على يد كانق مكنة، وهو قائد الجيش الأبيض الذي تولى السيطرة بعد مقتل العقيد تور قيلي طون في الهجوم الأول”.

ونُقل عن الرائد ملوال قوله: “إن مقتل اللواء ديفيد مجور كان على يد كانق”.

وقدّم الادعاء مقاطع فيديو وصورا كأدلة، شرحها الرائد ملوال للمحكمة. أظهر أحد مقاطع الفيديو رجلاً عُرِّف باسم كانق مكنة في سيارة، وهو يصرح بأنه في طريقه لشن هجوم على قوات مجور.

وأظهر مقطع فيديو آخر جثة جندي من قوات دفاع شعب جنوب السودان يتم سحبها وإلقاؤها في نهر من قبل رجال يُزعم أنهم أعضاء في الجيش الأبيض.

كما عُرضت لقطات قيل إنها لعملية إجلاء 550 جنديًا من قوات دفاع شعب جنوب السودان عن طريق طائرة مروحية تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان تحت نيران كثيفة. وقدّم الادعاء صورًا لطائرة مروحية متضررة تابعة للأمم المتحدة وجثة اللواء مجور.

وشهد ملوال بأنه قبل محاولة الإجلاء التي قامت بها بعثة الأمم المتحدة، عُقد اجتماع رفيع المستوى في جوبا شارك فيه مسؤولون من الأمم المتحدة ودبلوماسيون أجانب وأعضاء في الرئاسة بجنوب السودان، بما في ذلك مشار، لتهدئة الوضع في الناصر.

وقال إن رياك مشار، أكد للأمم المتحدة سلامة موظفيها وطائراتها، ووعد بأن قواته لن تعرقل مهمة الإجلاء.

وقال ملوال للمحكمة: “مشار، قال إن الجيش الأبيض والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، لن يقيدوا أو يهاجموا طائرة الأمم المتحدة، أو يعرقلوا مهمة الإجلاء، وأخبر الأمم المتحدة بالمضي قدمًا”.

وذكر ملوال أن هذه التأكيدات لم تُتَّبع على أرض الواقع، وقال إن الأمم المتحدة كادت أن تلغي الإجلاء بسبب إطلاق النار، وأن القوات في المنطقة رفضت الانسحاب لمسافة تتراوح بين 300 و500 متر كما طالبت الأمم المتحدة، مما أدى إلى تعطيل العملية بعنف.

وشهدت جلسة المحكمة، التي استمرت قرابة خمس ساعات، ترجمات لمقاطع فيديو يُزعم أن مقاتلي الميليشيا صوروها. سُمع في أحد المقاطع قائد عُرِّف بالعقيد الراحل تور قيلي طون، وهو يحشد المقاتلين لمهاجمة الناصر، ويتهم حكومة الرئيس سلفا كير بانتهاك اتفاق السلام لعام 2018.

وجادل المدعون بأن مقاطع الفيديو أظهرت تبريرًا سياسيًا وتخطيطًا مسبقًا وراء الهجمات.

وتضمنت مجموعة أخرى من مقاطع الفيديو تصريحات تضامنية مع ضابط متهم، ووثقت الاستعدادات اللوجستية للهجوم.

وزعم ملوال أيضًا أن ستة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة زاروا حامية الناصر بعد سيطرة الجيش الأبيض عليها في 4 مارس.

خلال الاستجواب المتبادل، الذي قادته مارثا جوبيت جرمايا، عضو فريق الادعاء، بدأ الدفاع في الطعن في الأدلة المقدمة.

وأجل القاضي الدكتور جيمس ألالا دينق الجلسة حتى يوم الأربعاء، 26 نوفمبر، حيث من المتوقع أن يختتم الشاهد شهادته، ويواجه المزيد من الاستجواب المتبادل من قبل الدفاع.