كوال منيانق: اعتقال مشار “قضية جنائية” وليست سياسية

في تصريح مثير للجدل، قال الجنرال كول منيانق جوك، كبير مستشاري رئيس جمهورية جنوب السودان، إن الاعتقال المطول للنائب الأول للرئيس رياك مشار هو “قضية جنائية”، وليست سياسية، على الرغم من الانتقادات المتزايدة بشأن انتهاكات الإجراءات القانونية.

وأدلى جوك بتصريحاته يوم الاثنين أمام وفد من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي يزور جوبا، في الوقت الذي يظل فيه مشار قيد الإقامة الجبرية منذ 26 مارس. يأتي هذا الإجراء بناءً على اتهامات مزعومة بمشاركته في أعمال عنف في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل، وهي اتهامات يرفضها أنصار مشار باعتبارها ذات دوافع سياسية.

بموجب قانون جنوب السودان، يجب تقديم المحتجزين إلى المحكمة في غضون 24 ساعة من اعتقالهم زيادة على ذلك، لا يمكن أن تتجاوز فترة الاحتجاز الاحتياطي ستة أشهر دون أمر من المحكمة، لكن لا يزال مشار محتجزا دون توجيه اتهامات رسمية، مما يثير مخاوف بشأن مدى التزام الحكومة بالمعايير القانونية.

وفي كلمته أمام وفد الاتحاد الأفريقي، دافع الجنرال كول منيانق جوك عن هذا الاعتقال. قائلا: “بشأن قضية الدكتور رياك، قلنا إن الإجراءات جارية، إنه ليس احتجازا سياسيا؛ إنه إجراء جنائي”.

وأضاف “أنه إجراء طبيعي يُتخذ عندما يشتبه في أن شخصا ما ارتكب جريمة؛ لأنه مرتبط بوفاة جنود في ناصر والقتال في مناطق أخرى، وهذه هي الطريقة التي شرحنا بها الوضع لهم”.

لكن البرلماني جول نهومجيك دانيال، العضو البارز في حركة مشار، انتقد تصريحات كوال منيانق بشدة، واصفا اعتقال زعيمه بأنه مناورة ذات دوافع سياسية.

وقال: “من الواضح الآن أن حكومة الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة، قد تآمرت لإشراك فخامة الرئيس كير في قضية لا أساس لها من الصحة، وأنهم عالقون، وغير راغبين في الاعتراف علنا بخطائهم المكلف”.

كما اتهم البرلماني، المسؤولون الحكوميون بتجاهل الأخلاقيات القانونية وتكريس القبلية، مشيرا إلى أن تصريحات كوال منيانق، تكشف عن ثأر شخصي من مشار يعود إلى فترة الكفاح من أجل التحرير.

في سياق متصل، التقى وفد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بالرئيس سالفا كير لمناقشة التوترات المتصاعدة والتأخير في تنفيذ اتفاقية السلام.

ووصف وزير خارجية جنوب السودان، “الاثنين” سيمايا كومبا، المحادثات بأنها “ناجحة”، مؤكدا أن الرئيس كير جدد التزامه باتفاق السلام.

وقال الدكتور محمد خالد، سفير الجزائر لدى إثيوبيا ورئيس الوفد، إن المجلس يسعى لتقييم التحديات التي تواجه عملية السلام في جنوب السودان.

ومن المقرر أن يختتم الوفد، الذي يرأسه الدكتور محمد خالد، زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام لجنوب السودان اليوم الثلاثاء.