أعلنت سلطات ولاية واراب المضطربة بجنوب السودان، عن إطلاق حملة واسعة النطاق لنزع السلاح قسراً من المدنيين في منطقة تونج الكبرى، في محاولة لوقف العنف المجتمعي المستشري وغارات الماشية.
يأتي هذا الإعلان بعد تزايد أعداد القتلى والجرحى والنازحين جراء الاشتباكات المسلحة بين المجتمعات، خاصة بين مجتمعي لوانجانق وأكوك الشهر الماضي.
صرح السفير بول ويك، حاكم ولاية واراب لراديو تمازج، بأن الهدف الرئيسي لهذه العملية هو جمع الأسلحة المنتشرة في أيدي الشباب غير المدربين الذين استخدموها في الاقتتال الداخلي وعبر الحدود.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي بعد مؤتمر تشاوري ضم سلاطين القبائل والشباب والسياسيين من مقاطعات تونج الشمالية والشرقية والجنوبية، بهدف توعية المجتمع بضرورة نزع السلاح.
وفي تصريحاته لراديو تمازج، أوضح مامير باط، وزير إعلام ولاية واراب، أن عملية نزع السلاح بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث باشرت القوات العسكرية مهامها يوم الأحد. وأشار إلى أن مكتب الحاكم انتقل على نحو مؤقت إلى مقاطعة تونج الجنوبية لمعالجة الوضع الأمني المتدهور من كثب، مؤكداً أن “حل العنف المجتمعي مرة واحدة، وإلى الأبد” هو الدافع وراء هذا القرار.
وأكد ضرورة تعامل الحكومة بحزم وسرعة مع الشباب المسلح، مشدداً على أن هذه الحملة ستشمل المقاطعات الست لولاية واراب، مع التركيز المبدئي على تونج الكبرى؛ نظراً لكونها منطقة مضطربة. ودعا رؤساء القبائل والشباب إلى إقناع المسلحين بتسليم أسلحتهم سلميا، محذرا من أن القوة العسكرية ستُستخدم في حال وجود مقاومة.
كما أشار الوزير إلى أن حماية المدنيين وممتلكاتهم على طول الحدود مع ولايتي البحيرات والوحدة ستكون مسؤولية حكومة الولاية، مع نشر قوات في تلك المناطق.
من جانبه، أعرب موسى مدوت، عضو برلمان ولاية واراب، عن اعتقاده بأن نزع السلاح هو الحل الوحيد لإنهاء العنف، مشيراً إلى أن خلافات بسيطة بين رؤساء القبائل حول توقيت بدء العملية تم تجاوزها.
في السياق ذاته، أكد أغانج لوك أغانج، محافظ تونج الشمالية، أنه لا توجد مفاوضات مع الشباب المسلحين، حيث إن الرئيس كير أعلن بالفعل حالة الطوارئ في ولاية واراب، وأنهم مجرد “وكلاء تنفيذيين” لهذه التوجيهات.
أشول مجور، عضوة رابطة المرأة في واراب، رحبت بالإجراء العسكري، مؤكدة أن وجود الأسلحة في أيدي المدنيين تسبب في خسائر فادحة في الأرواح داخل المجتمع.
على الرغم من الدعم الرسمي والمجتمعي الواسع، أعرب السلطان دينق أيول، من تونج الشمالية عن شكوكه بشأن فعالية الحملة على المدى الطويل، محذراً من إمكانية عودة الأسلحة إلى الشباب إذا لم يتم التعامل معها على نحو حازم ومنع القادة العسكريين من بيعها.