وجهت عائلة الفنان المعتقل أكوت لوال أوو، المعروف فنياً بلقب “ماتونقديت”، نداءً عاجلاً إلى السلطات في جنوب السودان لإطلاق سراحه أو تقديمه للمحاكمة، مسلطة الضوء على المعاناة الإنسانية والقانونية التي يواجهها المعتقلون في مراكز احتجاز جهاز الأمن الوطني.
اعتقل “ماتونقديت” في 10 نوفمبر الماضي برفقة الكوميدية الشهيرة أماط جوك. وفي حين لا يزال الفنان قيد الاحتجاز دون توجيه تهم رسمية، كشفت تقارير سابقة أن “أماط” تعرضت للإجهاض نتيجة التعذيب داخل مرافق الأمن في جوبا، مما يثير قلقاً دولياً ومحلياً متزايداً حول سلامة المعتقلين.
وقالت عائلة الفنان في بيان اطلع عليه راديو تمازج: “نناشد الحكومة والرئيس سلفا كير العفو عنه مع اقتراب العام الجديد، وإن بقاءه في عهدة الأمن الوطني دون محاكمة يسبب قلقاً مستمراً، والأفضل أن تأخذ العدالة مجراها في المحاكم عوضا عن الاحتجاز التعسفي.”
تأتي هذه القضية في وقت حساس لجنوب السودان، حيث تشهد البلاد انتقادات دولية واسعة؛ بسبب غياب سيادة القانون.
وصف شقيق الفنان المعتقل، تونق أتاك لوال، الحالة بأنها “كارثة مالية وعاطفية”، حيث كان أكوت هو المعيل الوحيد لأسرته وأطفاله.
كما يُعرف الفنان في الأوساط الشبابية كمبتكر تقني ونموذج يحتذى به، مما يجعل اعتقاله ضربة للشباب المبدع في البلاد.
وأشار دينق بول دينق، المدير التنفيذي لمنظمة “INTREPID”، إلى أن المؤسسات القانونية فشلت في حماية المواطنين، واصفاً الوضع بأن الكثير من السجناء “يتعفنون في السجون” دون معرفة مصيرهم أو الحصول على محاكمات عادلة.
بينما تحاول عائلات المعتقلين استعطاف القيادة السياسية في جوبا للإفراج عن ذويهم قبل نهاية العام، يرى مراقبون أن استمرار هذه الممارسات الأمنية يضع جنوب السودان في عزلة دولية متزايدة، ويعزز من مبررات الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة في تشديد القيود على السفر والتعاون الأمني مع البلاد.



