انهيار البنية التحتية وانعدام الأمن في “ناجيرو” يفاقم الأزمة المعيشية ويعطل وصول الإمدادات

IDPs in Nagero County. (File photo)

أعرب سكان مقاطعة ناجيرو” بولاية غرب الاستوائية عن مخاوفهم البالغة جراء النقص الحاد في الأدوية الأساسية، وانعدام السلع الغذائية في الأسواق المحلية، فضلاً عن تهالك الطرق الحيوية التي تربط المقاطعة بكل من واو وطمبرا.

ويأتي هذا التدهور الإنساني في أعقاب القتال العنيف الذي اندلع في 28 سبتمبر الماضي، حينما شنت قوات موالية للحركة الشعبية في المعارضة هجوماً على ثكنات قوات دفاع شعب جنوب السودان في ناجيرو. وأدت تلك الاشتباكات إلى مقتل أكثر من 17 شخصاً ونزوح جماعياً للمدنيين نحو الغابات القريبة.

وفي حديث لراديو تمازج يوم الثلاثاء، وصف ماثيو مكيسو، إحدى القيادات المجتمعية في المقاطعة، الوضع بالـ “كارثي”، قائلاً: “أطفالنا يموتون كل يوم، نرى أمراضاً غريبة وتورماً في أجسادهم، كما يموت كبار السن أيضاً، ولا يوجد أي دعم يصل إلينا، ونناشد حكومة الولاية والرئيس لإنقاذ شعب ناجيرو بشكل عاجل”.

وأوضح السكان أن المرضى يضطرون لقطع مسافات طويلة للعلاج أو الاعتماد على الأعشاب التقليدية، بعد تعرض المراكز الصحية للنهب والتدمير في أثناء القتال.

من جانبها، روت هيلين منيرة وليام، أحد سكان المنطقة، مأساتها الشخصية قائلة إن منزلها أُحرق وفقدت عائلتها بالكامل، بما في ذلك أطفالها الثلاثة.

وقالت: “أناشد من أجل السلام والوحدة والمحبة، ورغم ما مررت به، فقد غفرت لمن آلمني وألم عائلتي”.

وأشارت هيلين إلى أن التنقل نحو طمبرا وواو لا يزال محفوفاً بالمخاطر، حيث يُتهم المدنيون غالباً بدعم الجماعات المسلحة إذا وُجدوا على الطرقات.

وفي سوق ناجيرو، شكا تجار فضلوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار؛ بسبب وعورة الطرق والقيود المفروضة على الحركة، خاصة في موسم الأمطار.

وقال أحد التجار: “نصل إلى واو وطمبرا عبر الغابات وبصعوبة بالغة، وإذا عثر الجنود عليك، فقد تتعرض للضرب أو التعذيب أو التهم بتزويد المعارضين بالمؤن، والناس يعيشون في صمت وخوف”.

من جانبه، محافظ مقاطعة ناجيرو بالإنابة، برناردو قبريال، أن القتال أثر بشدة على كافة مناحي الحياة، مشيراً إلى أن جميع المرافق الصحية دُمرت، والطرق مغلقة، والسلع الأساسية مثل الصابون والملح والدواء مفقودة.

وأضاف أن النازحين يفترشون مراكز الشرطة والمدارس والمنازل القريبة من الثكنات العسكرية في ظروف غير صحية.

وختم القادة المجتمعيون مناشداتهم لحكومة ولاية غرب الاستوائية والوكالات الإنسانية للتدخل العاجل لتوفير الأدوية والمواد الغذائية وإعادة تأهيل الطرق الرئيسية، محذرين من تفاقم الكارثة وتأثيرها المباشر على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، في ظل صمت رسمي من قيادة الولاية حتى الآن.