قال شهود ومسؤولون إن الجيش في جنوب السودان، شن غارات جوية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء على مواقع تابعة لقوات الحركة الشعبية في المعارضة بولاية غرب بحر الغزال، مما أثار الذعر، ودفع المدنيين للفرار من منازلهم.
واستهدف القصف الجوي مناطق في مقاطعة نهر الجور، التي تسيطر عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، ووقع الهجوم حوالي الساعة الثالثة صباحا في منطقة كونيا.
وصف السكان المحليون الذين فروا إلى مدينة واو مشاهد من الخوف والارتباك. وفي حديثهم لراديو تمازج شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأسباب أمنية، قالوا إن المروحية المسلحة يبدو أنها كانت تستهدف منزل جنرال في جيش المعارضة بول ويك، الذي كان قد أصيب في هجوم سابق.
وقال أحد الرجال الذي فر مع زوجته وأطفاله الأربعة: “لقد صُدمنا هذا الصباح برؤية الجيش يستخدم ضربات جوية في مناطق مأهولة بالمدنيين مثل جبل تيك وكونيا”. وأضاف “لقد غادرنا منازلنا، وأنا متأكد تمامًا أنه سيتم نهب جميع ممتلكاتنا اليوم، كما حدث في أبريل من هذا العام”.
وناشد الرجل إبقاء القتال بعيدًا عن المناطق المدنية، قائلًا: “إذا كانت القوات الحكومية تقاتل قوات المعارضة، فلتذهب وتهاجم المعسكرات التي توجد فيها تلك القوات، بدلًا من استهداف المناطق التي يوجد بها المدنيون”.
وأكدت قوات دفاع شعب جنوب السودان، العملية. وقال المتحدث باسم الجيش الحكومي اللواء لول رواي كوانق لراديو تمازج إن الضربة الجوية وقعت في مناطق تسيطر عليها قوات الحركة الشعبية في المعارضة بمقاطعة نهر الجور، لكنه قال إنه ينتظر تقريرا كاملًا من القائد الميداني.
وتابع “أنا أنتظر تقريرًا كاملًا من القائد الميداني حول ما إذا كانت هناك خسائر تكبدتها قوات المعارضة أم لا”.
من جانبها، أكدت قوات الحركة الشعبية في المعارضة، أن مواقعها تعرضت للقصف، لكنها لم تبلغ عن وقوع إصابات. وقال المتحدث باسم جيش الحركة الشعبية في المعارضة، العقيد لام فاول قبريال: “تعرض موقعنا في منطقة كونيا لغارة جوية من قبل الجيش الحكومي هذا الصباح، لكن لم تقع أي إصابات أو خسائر”.
وربط قبريال الضربة الجوية باشتباكات الشهر الماضي، قائلًا إن قوات الحكومية هاجمت مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في 28 سبتمبر. وفي كمين لاحق، قتل مقاتلو المعارضة 12 جنديًا حكوميًا، وأصابوا سبعة آخرين. وأكد أن الجنرال بول ويك أصيب في ساقه خلال هجوم 28 سبتمبر، وهو يتعافى حاليا.
وأضاف: “سقطت القنابل على مناطق مدنية في كونيا، لكن لم تقع خسائر، والوضع متوتر لأن المدنيين فروا في أعقاب الهجمات”.
وأثار العنف قلقا في مدينة واو، حيث تسبب نقص المعلومات الموثوقة في خلق حالة من الخوف، وفقًا لما ذكره روبو استيفن، الناشط في المجتمع المدني في واو ومنسق منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم.
وقال: “الناس خائفون في واو؛ لأنهم لا يعرفون ما يحدث لا توجد معلومات واضحة، وحتى المنظمات غير الحكومية غير قادرة على التحرك في تلك المنطقة؛ بسبب نقص الوصول والتحديثات الموثوقة”.
ودعا إلى الشفافية من الحكومة والعودة إلى الحوار، قائلًا: “تحتاج الحكومة إلى إبلاغ الجمهور بما يجري؛ لأن هناك العديد من الشائعات”.
وتابع “نحن نناشد الأطراف المتحاربة إجراء محادثات واستئناف الحوار. المواجهة العسكرية المستمرة لن تحل الأزمة”.
وحذر من أن البلاد لا يمكنها تحمل العودة إلى صراع واسع النطاق بعد اتفاق السلام لعام 2018، الذي تعثر خاصة في تنفيذ ترتيباته الأمنية.
وتتزايد التوترات منذ بداية العام. ويواجه اتفاق السلام ضغوطًا متزايدة في أعقاب وضع النائب الأول للرئيس رياك مشار تحت الإقامة الجبرية بعد أعمال عنف في ناصر.
ويخضع مشار وسبعة متهمين آخرين من حركته حاليًا للمحاكمة أمام محكمة خاصة في جوبا بتهم الخيانة العظمى والقتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.