أعلن مسؤول محلي في ولاية جونقلي بجنوب السودان أن الزعيم الروحي مكواج توت، قد أوقف حملته العسكرية المخطط لها، وأرسل وفداً لإجراء محادثات مع الحكومة، في خطوة يبدو أنها نجحت في درء اشتباكات وشيك في ولاية أعالي النيل.
وكان “المشعوذ” مكواج توت، وهو شخصية روحية من قبيلة النوير تقود مليشيا “الجيش الأبيض” في مقاطعة أيود، قد حشد قواته طوال شهر سبتمبر. وأدى هذا الحشد إلى فرار السلطات المحلية والسكان في مقاطعة فيجي من منازلهم، خوفاً من هجوم وشيك يهدف إلى عبور نهر النيل لمهاجمة مدينة ملكال الإستراتيجية.
وكان الهدف من هذا الهجوم هو الضغط على الحكومة الوطنية للإفراج عن النائب الأول لرئيس الجمهورية المُعلّق مهامه، رياك مشار، وشخصيات معارضة أخرى، المحتجزين في العاصمة جوبا منذ مارس الماضي.
وأعلن محافظ مقاطعة أيود، جيمس شول جيك، لراديو تمازج يوم الأحد أن المشعوذ مكواج توت، تخلى عن موقفه العسكري، ووافق على الحوار مع حكومة الولاية. وأشار إلى أن الزعيم الروحي أرسل وفداً لإجراء محادثات مع سلطات المقاطعة في أيود.
وقال: “في 27 سبتمبر، عاد مكواج توت إلى مقر إقامته في فاييك قادماً من فيجي، حيث كانت قواته تستعد لمهاجمة ملكال، ولقد قبل مكواج ندائنا للحوار، ووفد السلام التابع له موجود معي الآن في بلدة أيود”.
وأشاد المحافظ بالقرار، مؤكداً أنه أنقذ آلاف الأرواح. وقال: “لقد أدرك أن الحرب تأتي بالدمار، وأنه لن يكون هناك مكان آمن في أيود في أعقاب الحرب، وكحكومة، نحن مستعدون للحوار”.
ويُعدّ “الجيش الأبيض”، وهو مليشيات شباب النوير، قوة قوية وغالباً ما تكون غير متوقعة في دورات الصراع في جنوب السودان، وينتمي مكواج إلى هذا الفصيل.
ورحبت مجموعات المجتمع المدني بقرار خفض التصعيد، ووصف تير منيانق، المدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة، تحول مكواج بأنه “بادرة سلام”، وحث على إجراء مفاوضات حقيقية بين الجانبين.
وقال: “عندما بدأ مكواج حملته، كان نداؤنا يدعو إلى الحوار، ونحن سعداء لأن كلا الجانبين قبلا الحوار، ويجب أن يكون حواراً صادقاً”.
ودعا منيانق إلى وضع حد للصراعات القبلية بين شباب لو نوير وقاوار نوير، والتي قال إنها اندلعت بسبب التعبئة الأولية التي قام بها مكواج.
يُذكر أن جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، تكافح لتنفيذ اتفاق سلام هش وُقع في عام 2018 لإنهاء حرب أهلية استمرت خمس سنوات، وأودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص. ويُعد استمرار احتجاز قادة المعارضة الرئيسيين، مثل مشار، نقطة خلاف كبيرة تهدد بعرقلة الانتقال السياسي الهش في البلاد.