أعادت دائرة الأمن الوطني في جوبا اعتقال الكوميدية الجنوب سودانية الشهيرة أمانط جوك يوم السبت، إلى جانب ناشط على تيك توك يُدعى “جوكويل جوكويل” والمغني أكوت ماتوكديت.
وكانت امانط، البالغة من العمر 33 عاماً، قد احتجزت لمدة أربعة أيام الأسبوع الماضي من قبل دائرة الأمن الوطني في أعقاب بث مباشر على تيك توك في 10 نوفمبر، دافعت فيه عن نائب الرئيس السابق الدكتور بنجامين بول ميل، الذي أُقيل يوم الأربعاء الماضي. وقد انتشر مقطع فيديو لها على نطاق واسع عبر الإنترنت، أشارت فيه إلى الرئيس كير بأنه “لص كبير يرتدي قبعة”.
وأُفْرِج عنها من الاحتجاز، ولكن مُنعت من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال شان بول أكيج، المقرب من امانط، إن العائلة صُدمت عندما عاد أفراد الأمن لإعادة اعتقالها.
ولا تزال الأسباب وراء إعادة الاعتقال غير واضحة، لكن أُبلغت العائلة بأنه خلال الإفراج الأولي، لم تكن المجموعة التي ألقت القبض عليها في 10 نوفمبر مشاركة في قرار إطلاق سراحها.
وقال: “عندما حاولت العائلة دفع كفالة للإفراج عنها، أفيد بظهور خلافات بين المجموعات الأمنية التي تتولى قضيتها. وقد أدى هذا النزاع المزعوم إلى استدعاء أمانط جوك مجددا إلى الحجز، وأُعيد اعتقالها يوم السبت حوالي الساعة 5 مساءً في مقر إقامتها في نيو سايت، على الرغم من التعليمات السابقة التي أمرتها بالبقاء في المنزل”.

في أثناء ذلك، أكد أقارب المغني أكوت متونقديت، الذين تحدث العديد منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم، اعتقال المغني على يد رجال يرتدون زي دائرة الأمن الوطني.
وأكد أكواج وول، الذي قال إنه شقيقه المغني اعتقال. وقال: “احتُجز شقيقي من قبل أفراد عسكريين مجهولين يرتدون زي دائرة الأمن الوطني، بينما كان في طريقه إلى فندق جنوب السودان، حيث دعاه زميله لحضور عرض في الساعة 9 مساءً”.
وأضاف: “لم يكن وضعه جيداً لعدة أيام، الحكومة تستهدف أبناء وبنات أويل، والسؤال هو لماذا تُرك أكواج وول وشأنه؟”.
دعا الحكومة إلى العفو عنه وعن زملائه الذين أفيد باحتجازهم معه”.
وأضاف: “لا أعرف ما إذا كان أكواج وول أو الحكومة من اعتقلا شقيقي، ويُرجح أن هناك خطأ في الاسم، ويقصد “أكوت متونقديت”.
في هذه الأثناء، صرح اميت دينق ويليام، رئيس اتحاد الفنانين في جنوب السودان، لراديو تمازج بأن الثلاثة اعتقلوا يوم السبت، لكنه قال إن أسباب اعتقالهم غير واضحة.
وقال: “سمعت أن الشاب اعتُقل، لكني سمعت شائعات فقط، ولا أعرف سبب اعتقاله”.
وأدان بول دينق بول، رئيس شبكة المجتمع المدني في جونقلي، بشدة الاحتجاز الأخير للكوميدية أمانط جوك والفنانين الآخرين، واصفاً إياه بانتهاك لحقوقهم الدستورية.
وقال: “من المؤكد أن هذا الاحتجاز هو انتهاك لحقوقهم وحرية التعبير، للمواطنين الحق في التعبير عن آرائهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وسواء كانت موجهة إلى المسؤولين الحكوميين أم لا، ولا توجد حاجة إطلاقا لاعتقال أي شخص لمجرد التعبير عن آرائه”.
وشدد على أن التصريحات التي ترقى إلى مستوى التشهير فقط هي التي يمكن أن تبرر اتخاذ إجراءات قانونية، لكنه أكد أن تصريحات الكوميديين لم تصل إلى هذا الحد.
ويرى دينق أن صناعة الترفيه في جنوب السودان ما زالت ناشئة وتتطور بسرعة، وتتطلب أطراً قانونية واضحة لحماية الفنانين، بما في ذلك الكوميديون، من العقاب التعسفي.
وناشد الأجهزة الأمنية وسلطات الدولة ممارسة ضبط النفس واحترام الحريات الدستورية. وقال إن قمع التعبير العام يولد الاستياء، وقد يشجع على الانفجارات العنيفة.
وتابع: “إذا تعرض الناس للتخويف أو الاعتقال، فسيتوقفون عن التحدث. وعندما تتراكم المظالم، تنفجر، وبعض الناس يعبرون عن أنفسهم بعنف الآن؛ لأنه لا يُسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بسلام”.



