وجهت نقابة عمال جنوب السودان، اليوم الخميس، نداءً لتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور، واصفا البيئة التي يعمل فيها موظفو الخدمة المدنية بأنها “مروعة”.
جاء هذا النداء بمناسبة احتفال البلاد بيوم العمال العالمي للعامال، الذي يوافق الأول من مايو من كل عام، وهو عطلة رسمية تهدف إلى الدفاع عن حقوق العمال.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في جوبا، قال أقاسيو أكول أروب، نائب الأمين العام لنقاية العمال، بأن العمال يعانون من التضخم، وانخفاض الأجور، وتأخر الرواتب، وعدم وجود قوانين تحدد الحد الأدنى للأجور. وأضاف أن العديد منهم غير قادرين على تحمل تكاليف الرسوم الدراسية، مما يحرم أطفالهم من التعليم.
وقال أكول: “دعونا نستغل يوم العمال هذا لتذكر نضالنا ونجاحات الحركة العمالية في الدفاع عن حقوق العمال، اتحدوا في المفاوضة الجماعية، واحترموا قوانين بلدكم، وصلوا من أجل سلام دائم”.
وأقر بمساهمات موظفي الخدمة المدنية، لكنه حث السلطات على تلبية احتياجاتهم في العام المقبل.
من جانبها، قالت ميلينق ميري موقا، أمينة شؤون المرأة والطفل في النقابة، إن انخفاض الرواتب وتأخرها يجبر العديد من النساء على ترك وظائفهن والبحث عن عمل غير رسمي.
وأضافت: “النساء والأطفال يعانون، ونحن ندبر أمورنا بالقليل الذي نملكه، ونحمل هذا العبء الثقيل كما حمل يسوع الصليب، ونحث الحكومة على التحرك”.
وأشارت إلى أن بعض العمال لم يتلقوا رواتبهم لأكثر من عام، وحتى المدفوعات الجزئية الأخيرة لا تكفي لتغطية الرسوم الدراسية وتكاليف المعيشة المتزايدة.
وتابعت “يجلس أطفال موظفي الحكومة في المنزل لأن المدارس تطلب 100 دولار أمريكي للرسوم الدراسية و 100 دولار أخرى للزي المدرسي، وأناشد بتوفير تعليم مجاني لأطفالهم، وهؤلاء العمال يخدمون بلدنا”.
وقالت أنتونيت بنجامين بابو، السكرتيرة الإعلامية للنقابة، إن النساء يتحملن وطأة الأزمة، حيث لا تكفي رواتبهن “إلا لثلاثة أو أربعة أيام فقط.” وأضافت أن الرعاية الطبية أصبحت أيضا باهظة التكاليف، مشيرة إلى ارتفاع تكلفة العلاج في مستشفى جوبا التعليمي.
وقالت: “حتى بارا سيتامول أصبح بعيد المنال، يجب على الحكومة دعم موظفي الخدمة المدنية وصرف الرواتب المتأخرة، ولو على دفعات”.
وفي رسالته بمناسبة يوم العمال، تعهد الرئيس سلفا كير بتحسين ظروف عمل موظفي الخدمة المدنية وضمان دفع الرواتب في الوقت المحدد، معترفا بمعاناتهم المستمرة.
لا يزال عمال الخدمة المدنية والقوات النظامية في جنوب السودان يعانون من عدم صرف رواتبهم لأكثر من عام، وسط وعود متكررة من الحكومة بصرف المستحقات المالية دون تحقيق تقدم ملموس، وذلك في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد.
وعلى الرغم من إعلان وزارة المالية الوطنية الأسبوع الماضي عن بدء صرف رواتب شهر أبريل من العام الجاري، أفاد العديد من العاملين في جنوب السودان بأنهم لم يتلقوا رواتبهم حتى الآن.
يأتي هذا في وقت يواجه فيه العاملون صعوبات جمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوفير متطلبات أسرهم اليومية، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير الأزمة الاقتصادية على الأسعار. ويؤدي تأخر الرواتب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزيد من الضغوط على الأسر في جميع أنحاء البلاد.