أعربت السلطات في مقاطعة لافون بولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان، عن قلقها العميق إزاء النقص الحاد في المعلمين المؤهلين.
وقال مسؤول رفيع بالمقاطعة إن عددا كبيرا من المدارس في المنطقة يديرها حاليا معلمون متطوعين، وهو ما يؤثر سلبا على جودة التعليم.
في مطلع أكتوبر، اتخذت وزارة التعليم بولاية شرق الاستوائية قرارا بإغلاق مركز تدريب المعلمين في لافون، بسبب المخاوف الأمنية، قررت نقل 60 طالبا إلى مدرسة توريت الفنية لمواصلة التدريب.
وفي مقابلة مع راديو تمازج أعرب أوهيري أنجلو، مدير التعليم بمقاطعة لافون، عن مخاوفه، قائلاً: “لا يوجد معلمون مؤهلون في المنطقة لأن الكثير منهم تركوا التدريس بحثاً عن فرص عمل أفضل”.
وناشد حكومة الولاية على ضرورة توفير المعلمين المؤهلين وتعزيز رواتبهم لجعل مهنة التدريس أكثر جاذبية.
وأبان أن قضايا الفصول الدراسية وجودة أعضاء هيئة التدريس يشكل تحديا لهم. وقال: “نحن بحاجة إلى معلمين مؤهلين يمكنهم توجيه المتعلمين بشكل فعال في الفصول الدراسية، ولسوء الحظ، فإن المعلمين المؤهلين غير متوفرة ترك العديد منهم مهنة التدريس”.
وأضاف: “حاليا، يتكون غالبية أعضاء هيئة التدريس لدينا من المتطوعين، ويجب تحسين الرواتب لجذب المعلمين المؤهلين والاحتفاظ بهم”.
واعترفت بخيتة ايتواري، معلمة في مدرسة إيمهجيك الابتدائية، أن عددا كبيرا من المعلمين في المنطقة يفتقرون إلى التأهيل الرسمي للمعلمين. وناشدت الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال دعم وتوظيف المعلمين المدربين لرفع جودة التعليم.
وأضافت: “العديد من المعلمين يفتقرون إلى التدريب المناسب، ويفتقر البعض إلى الدافع للتدريس، وهناك متطوعون أكملوا ما يصل إلى الصف الرابع فقط ويساهمون في التدريس، وإذا تمكنا من تقديم معلمين مدربين ذوي مؤهلات عالية مثل الخريجين، فإن ذلك من شأنه أن يعزز إلى حد بعيد تجربة التعلم للأطفال”.
وقالت إن لمعالجة قضايا المعلمين المؤهلين وتعزيز تعليم الفتيات، يجب على الحكومة أن تقوم بتعيين المعلمين المؤهلين وتوزيعهم، وتأهيلهم ليكونوا قادرين على إدارة المدارس بشكل فعال.
وقال بيتر أقانج أوقادي، مدرس في مدرسة لافون الابتدائية، إن المعلمين تركوا مهنة التدريس بسبب ضعف الرواتب.
وشدد على أهمية معالجة القضية. قائلا: “نحن نواجه نقصاً في المعلمين الحكوميين، وغالبية المعلمين متطوعين دون تدريب، ومن الضروري أن يتلقى المعلمون التدريب المناسب، وعلى الحكومة إعطاء الأولوية لرفاهتهم لمنعهم من ترك مهنة التدريس، لأن الاستثمار في تدريب المعلمين هو أمر يجب على الحكومة أن تأخذه على محمل الجد”.
وأكد سامي لوفيوك، وزير التعليم في ولاية شرق الاستوائية، بأن النقص في المعلمين المؤهلين يمثل مشكلة واسعة النطاق في جميع أنحاء الولاية.
وقال إن حكومة الولاية اتخذت خطوات لتحديد المعلمين للتدريب والتوظيف، لكنها تواجه قيودا مالية لدعم تدريبهم.
وأبان أن النقص في المعلمين المؤهلين لا يقتصر على مقاطعة لافون، لكنها يشمل ولاية شرق الاستوائية بصفة عامة.
وتابع: “بالرغم أن لدينا معلمين مؤهلين، إلا أن أعدادهم غير كافية، ولذلك يجب علينا مواصلة تدريب المعلمين الذين يمكن نشرهم في المدارس في جميع أنحاء الولاية”.