أعلنت السلطات المحلية في ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان، يوم الأربعاء، عن وصول ما لا يقل عن 762 لاجئاً سودانياً إلى إدارية “ريورياك” بمقاطعة روبكونا، إثر فرارهم من أعمال العنف في منطقة “هجليج” النفطية بالسودان.
وتأتي هذه الموجة من النزوح بعد سيطرة قوات الدعم السريع مؤخراً على حقل “هجليج” أكبر حقول النفط في السودان وسط استمرار المعارك مع القوات المسلحة السودانية في المناطق النفطية الجنوبية.
تعد “هجليج” بلدة حدودية حيوية تقع بين ولاية غرب كردفان السودانية ودولة جنوب السودان، وتضم بنية تحتية نفطية ضخمة تشمل عشرات الآبار ومحطات المعالجة.
وينتج الحقل ما بين 80 إلى 100 ألف برميل يومياً لصالح البلدين، كما يمر عبره خط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل الخام من حقول ولاية الوحدة “جنوب السودان” إلى ميناء بورتسودان، مما يجعل السيطرة عليه حاسمة لعائدات التصدير ورسوم العبور.
وقال موسى رواي لات، رئيس مفوضية الإغاثة وإعادة التأهيل بولاية الوحدة، لراديو تمازج، بأن اللاجئين عبروا الحدود الأسبوع الماضي. مبينا أن “هذا هو أول تدفق كبير للاجئين إلى ولاية الوحدة منذ تصاعد الصراع الأخير”، مشيراً إلى أن السلطات عقدت اجتماعات طارئة مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة.
وأوضح المسؤول المحلي أن اللاجئين يواجهون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، والمأوى “الأغطية البلاستيكية والفرشات”، ومياه الشرب النظيفة والناموسيات، وتحديات التمويل.
وحذر رواي من أن المنظمات الدولية تعاني “نقصاً حاداً في التمويل”، خاصة بعد تقليص الدعم الأمريكي، مما يؤثر على نحو مباشر على القدرة على الاستجابة للأزمة. وأضاف أنه حُدِّد موقعاً استيطانياً جديداً لاستيعاب الوافدين الجدد.
من جانبهم، ناشد اللاجئون الفارون المجتمع الدولي التدخل، حيث قال أحدهم “لقد تركنا كل شيء خلفنا في هجليج بسبب القتال، وصلنا ولا نملك شيئاً، ونطلب من المنظمات الأممية مساعدتنا على هذا الوضع الصعب”.



