أعرب نشطاء في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، عن قلقهم المتزايد إزاء انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب المحلي، لا سيما إساءة استخدام “الترامادول”، وهو مسكن ألم يُصرف بوصفة طبية، ويمكن الحصول عليه بسهولة من الصيدليات والعيادات والمستشفيات في أويل والمدن الأخرى.
الترامادول هو دواء أفيوني يُصرف بوصفة طبية، ويُستخدم لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، بما في ذلك آلام ما بعد الجراحة، عندما تكون مسكنات الألم الأخرى غير فعالة، أو لا تُتحمل. الاستخدام المطول له يمكن أن يؤدي إلى الاعتماد أو الإدمان.
بموجب قانون هيئة الغذاء والدواء في جنوب السودان (2012)، يُسمح فقط للصيادلة والأطباء وأطباء الأسنان والأطباء البيطريين المرخصين بتحضير أو وصف أو صرف الأدوية المقيدة.
وحث العديد من النشطاء الذين تحدثوا إلى راديو تمازج خلال عطلة نهاية الأسبوع، حكومة الولاية على اتخاذ إجراءات فورية، وحذروا من أن الشباب الواقعين تحت تأثير الترامادول يشاركون في سلوكيات عنيفة وإجرامية، بما في ذلك الاغتصاب والنهب والقتل.
وقالت أنجلينا أقاو طيب، الناشطة في أويل، إن تأثير الدواء ينتشر في المدن الكبرى والمناطق الحدودية مع السودان، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجرائم.
وأضافت “أن استخدام الترامادول ينذر بالخطر في الولاية، وعلى طول الحدود، وينتهي الأمر بالشباب إلى ارتكاب جرائم أخرى”.
وانتقدت مستوردي المخدرات والمسؤولين الأمنيين لفشلهم في كبح توزيعه غير القانوني.
وقال الناشط كريستوفر أني دينق، إن تعاطي الترامادول يساهم في إجرام الشباب وتدهور صحتهم. وأضاف “أنهم يستهلكون الترامادول لتغذية أنشطتهم الإجرامية، لكنه يتركهم غير لائقين وغير أصحاء”.
وقال لوال أشويل مجوك، عامل في عيادة في أويل، إن الترامادول يجب ألا يُصرف إلا بوصفة طبية. ومع ذلك، أقر بأن بعض الصيدليات تتجاهل اللوائح، وتبيع الأدوية لتحقيق الربح دون وثائق مناسبة.
وقال بول أكوار قمر، وزير الثقافة والشباب والرياضة بالولاية، إن مكتبه حث وزارة الصحة في عام 2024 على تطبيق توزيع الأدوية بالمسؤولية. وتعهد بمواصلة الجهود لرفع الوعي بمخاطر المخدرات.
لم يتسن لراديو تمازج الحصول على تعليق من وزارة الصحة الولائي.