نزح سكان حي إنيف في توريت، بولاية شرق الاستوائية، يوم الثلاثاء بعد أن نشرت القوات الحكومية جنودا وحفرت خنادق، في خطوة بدا أنها استعداد لهجوم محتمل على الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة.
يقع حي إنيف، الخاضع لسيطرة الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، جنوب غرب مدينة توريت، عبر نهر كينيتي، ويضم مرافق حكومية رئيسية، تشمل مقر شرطة الولاية ووزارة الزراعة ومقر مقاطعة توريت، بالإضافة إلى عدد كبير من السكان المدنيين.
وأفاد العديد من السكان المحليين في حي إنيف لراديو تمازج بأنهم غادروا منازلهم خوفا من الوقوع في اشتباكات محتملة.
وقال أحد السكان، الذي عرّف نفسه باسم “أودونقي” إن قوات دفاع شعب جنوب السودان، وصلت ظهرا مسلحة بأسلحة ثقيلة. وأضاف: “جاؤوا ببنادق رشاشة وأسلحة مضادة للدبابات، وبدأوا في حفر الخنادق، ويزعمون أنهم لا يريدون إيذاء أحد، لكن الناس مذعورون، ولقد فرت النساء والأطفال، والآن يقوم جنود الجيش بدوريات في المنطقة”.
وقالت المواطنة إوهيسا، إن الانتشار المفاجئ تسبب في حالة من الخوف واسعة النطاق. وأوضحت “المنطقة لا تسيطر عليها الحكومة، لكن قوات دفاع شعب جنوب السودان، أقامت نقاط تفتيش وكأنها ستبقى لفترة طويلة، وفر الناس لأن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة كانت بعيدة في القرى لحضور احتفالات تقليدية”.
وقال أورومو، أحد قادة الشباب المحليين، إن المنطقة أصبحت شبه مهجورة، وأن هناك مدفعاً مضاداً للدبابات وبنادق رشاشة وشاحنات عسكرية وصلت إلى المنطقة، وأن المدنيين مرتبكون والأطفال لم يكملوا امتحاناتهم”.
من جانبه أكد المتحدث باسم شرطة ولاية شرق الاستوائية، الرائد جوستين كليوبوس تاكورو، لـراديو تمازج عملية انتشار القوات الحكومية، وقال إنه أمر حكومي لإعادة إنشاء نقطة تفتيش.
وتابع “كانت هذه منطقة تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، لكن بموجب الاتفاق، كان من المفترض أن يعودوا إلى قاعدتهم في منطقة إيروبي، والجيش الحكومي، يقوم فقط بإعادة نقطة التفتيش القديمة، وليس لدى المدنيين سبب للخوف. وحث السكان على العودة، مؤكدا لهم سلامتهم.
وقال وزير الإعلام بالولاية، إيليا جون أحاجي، إنه لم يكن على علم بالوضع، لكنه سيتشاور مع السلطات.
ووصف الناشط المدني، شارليس أوكولو سيبريانو، المدير التنفيذي لمؤسسة بيس لينك، الانتشار المفاجئ بأنه “مؤسف”. وقال إنه يخلق خوفا وصدمة لا داعي لهما، ويجب على السلطات إشراك المجتمعات قبل مثل هذه التحركات.
وأشاد بالحاكم لويس لوبونق لوجوري على قيادته، لكنه حذر من أن عدم الاستقرار في أماكن أخرى في جنوب السودان يجب ألا ينتشر إلى شرق الاستوائية. وأضاف “الناس يعانون بالفعل، إنهم بحاجة إلى الأمن، وليس المزيد من عدم الاستقرار”.