وصل نائب رئيس جنوب أفريقيا، بول ماشاتيل، إلى جوبا صباح اليوم “الأربعاء” في زيارة تستغرق يومين بهدف إعادة تنشيط وتفعيل تنفيذ اتفاق السلام الهش المبرم في جنوب السودان عام 2018.
يواجه تنفيذ اتفاق السلام لعام 2018 تحديات، تفاقمت بسبب الوضع القانوني والسياسي للشريك الرئيسي رياك مشار.
وكان مشار قد وضع في مارس، قيد الإقامة الجبرية، ثم عُلقت مهامه لاحقاً كنائب أول للرئيس، وهو يواجه الآن إجراءات قضائية في محكمة خاصة في جوبا، حيث يُتهم بالتورط في أعمال عنف وقعت في الناصر في 2025.
ومن المقرر أن يلتقي ماشاتيل، الذي يعمل كمبعوث خاص، مع الرئيس سلفا كير ميارديت وغيره من الموقعين الرئيسيين على الاتفاقية المنشطة لحل النزاع في جمهورية جنوب السودان.
تهدف المحادثات إلى تقييم التقدم المحرز في الاتفاق، الذي تأجل تنفيذه مراراً، والدفع نحو إحلال سلام واستقرار دائمين قبل الانتخابات المقرر إجراؤها.
وقال ماشاتيل لدى وصوله: “عدنا إلى هذه المدينة العظيمة جوبا، للتشاور مجددا مع الأطراف المعنية، لتتبع التقدم المحرز في تنفيذ الأحكام والالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقية.
وحدد ماشاتيل صياغة دستور جديد، ووضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الأمنية الانتقالية، والتحضير للانتخابات المقرر إجراؤها حالياً في ديسمبر 2026، على أنها “من بين العناصر الهامة التي سيركز عليه زيارته”.
وكان اتفاق السلام، الذي وُقع في سبتمبر 2018، قد أنهى حرباً أهلية استمرت خمس سنوات، وأودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. ومع ذلك، فإن تشكيل حكومة الوحدة وتنفيذ البنود الحيوية، مثل دمج القوات العسكرية المتناحرة وتأسيس جيش وطني موحد، قد تأخر باستمرار عن المواعيد المحددة.
استقبل ماشاتيل في مطار جوبا، وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سمايا كومبا، وعدد من كبار الدبلوماسيين من كلا البلدين.
وتُعد جنوب أفريقيا، كشريك إقليمي رئيسي، طرفاً فاعلاً ونشطاً في جهود الوساطة في جنوب السودان.