انتقد محلل سياسي من جنوب السودان، السبت، تصريحات نائبة الرئيس جوزفين جوزيف لاقو يانقا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن حديثها حول السلام والحوكمة وتمثيل المرأة لا يعكس الواقع في البلاد.
وفي خطابها يوم الخميس، نيابة عن حكومة جنوب السودان الانتقالية، قالت لاقو إن تنفيذ اتفاقية السلام لعام 2018 قد بلغت نسبته 60%، ما أسهم في تحقيق “سلام نسبي” وسمح “لأعداد كبيرة من سكان جنوب السودان بالعودة من مخيمات اللاجئين”.
وأضافت أن مشاركة المرأة في الحكومة بلغت 40%، متجاوزة نسبة 35% المنصوص عليها في اتفاقية السلام.
وصف بوبايا جيمس إدموند، المحلل السياسي في جوبا، هذه التصريحات بأنها “غير دقيقة”.
وقال إدموند في حديثه لـ “راديو تمازج ““معظم المناصب الحكومية يشغلها الرجال. لا توجد تمثيل نسائي بين المحافظين والسلطات المحلية، وتتراوح نسبة النساء في المناصب العليا بين 15 و18%”.
وأضاف أن السلام لا يزال هشاً، مستشهداً بالاشتباكات المتفرقة وانعدام الأمن. وأوضح “السلام الآن مهدداً، فهناك مناطق متفرقة في جنوب السودان تشهد توتراً”.
وعن قضية اللاجئين، قال إدموند أن حديث الحكومة “غير دقيق”. وأكد أن عشرات الآلاف من سكان جنوب السودان لا يزالون يفرون إلى الخارج.
وأضاف “يصل إلى المخيمات في أوغندا وكينيا وإثيوبيا ما بين 70 و80 ألف لاجئ كل ستة أشهر تقريباً. وبعض العائدين من مناطق مثل ياي يعودون لاجئين مرة أخرى”.
انتقد إدموند أيضاً حديث لاقو عن التقدم الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحكومة لم تصدر ميزانية وطنية كما ينص القانون.
وأشار إلى غياب المساءلة، مستشهداً بعدم إنشاء المحكمة المختلطة لمحاكمة جرائم الحرب، ومضايقة المعارضين.
عينت لاقو، التي تمثل تحالف المعارضة في حكومة تقاسم السلطة، نائبة للرئيس في فبراير.
شغلت منصب وزيرة الزراعة، وهي تقود وفد الحكومة إلى اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال إدموند إن خطاب نائبة الرئيس أثار انتقادات واسعة من قبل مواطني جنوب السودان على مواقع التواصل الاجتماعي.