كير يصدر أوامر بخفض أسعار الكهرباء في جوبا

أصدر الرئيس سلفا كير، يوم الجمعة، أوامره لشركة توزيع الكهرباء في جوبا بخفض الأسعار في العاصمة، مع الحفاظ على مصالح المستثمرين.

جاء هذا القرار الرئاسي، الذي بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون في جنوب السودان، بعد أن اطلعت لجنة مختصة على اتفاقية شراء الكهرباء لمحطة توليد الكهرباء في جوبا بقدرة 100 ميغاوات.

وبموجب الأسعار الجديدة، سيشهد استهلاك الأسر التي لا تتجاوز استهلاكها 100 كيلووات/ساعة شهرياً انخفاضاً في السعر من 30.3 سنت إلى 27.3 سنت للكيلووات/ساعة. 

أما الاستهلاك الذي يتجاوز 100 كيلووات/ساعة، فسيكون سعره 28.5 سنت، بدلاً من 31.6 سنت. كما تم خفض رسوم الاشتراك والخدمة الشهرية، بالإضافة إلى أسعار الكهرباء للمستخدمين التجاريين والصناعيين والحكوميين.

وأمر كير أيضاً بإعادة هيكلة شركة توزيع الكهرباء، المعروفة باسم JEDCO، حيث ستكون للحكومة حصة مسيطرة بنسبة 60% من خلال شركة كهرباء جنوب السودان، بينما ستحتفظ شركة إيزرا للمقاولات الحالية بحصة 40%.

وأصدر الرئيس توجيهات بإجراء إصلاحات أوسع، بما في ذلك إعادة التفاوض على اتفاقيات الكهرباء وتنوع مصادر الطاقة ليشمل الطاقة الشمسية والمائية.

وأشاد محللون سياسيون الذين تحدثوا إلى راديو تمازج بهذا القرار، لكنهم أكدوا أن توفير الكهرباء لجميع المواطنين، وليس السعر فقط، هو القضية الأساسية.

وأشار جيمس بوبويا، محلل سياسي، إلى أن الكهرباء لا تصل إلا إلى جزء بسيط من سكان جوبا البالغ عددهم حوالي 500 ألف نسمة.

وقال “لا تصل الكهرباء إلا إلى أقل من 50 ألف منزل في جوبا. يجب على الحكومة ضمان وصول الكهرباء إلى جميع المنازل أولاً، ثم البدء في فرض رسوم”.

كما انتقد الفساد في هذا القطاع، قائلاً “لا تقتصر المشكلة على استغلال الشركة للمواطنين، بل إن المسؤولين المعينين أصبحوا من أكثر الفاسدين، مما يضر بالمصلحة الوطنية”.

وصف تير منيانق، الناشط في المجتمع المدني، القرار بأنه “خطوة مهمة”، لكنه شكك في كيفية تنفيذه.

وقال “هذه خطوة إيجابية، لكننا قلقون من كيفية تنفيذها. يجب توسيع نطاق الكهرباء ليشمل مناطق أخرى خارج جوبا، لأن انقطاع الكهرباء يساهم في انتشار الجريمة ليلاً”. 

وأكد أن الكهرباء المستقرة ضرورية للتنمية، لا سيما في مجال تعليم الشباب والابتكار. 

يُعدّ مستوى إمكانية الوصول إلى الكهرباء في جنوب السودان من أدنى المستويات عالمياً.

 وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن أقل من 7% من السكان لديهم إمكانية الوصول إلى الكهرباء، ومعظمهم يتركزون في مدينة جوبا. بالمقارنة، تصل نسبة إمكانية الوصول إلى الكهرباء في كينيا المجاورة إلى أكثر من 75%.